جميعنا يعلم أن ممارسة التمارين الرياضية مهمة للصحة البدنية والنفسية, فهي أحد عوامل تمتعنا بالصحة الجيدة, والسعادة الدائمة, بحكم تأثيرها المباشر على العمليات الحيوية في الجسم, و كذلك النشاط الهرموني فيه, و لكن هل سبق و أن فكرت بأن التمارين الرياضية من شأنها أن تتحكم جنينا بمستوى الذكاء.
فقد تبين في دراسة حديثة أن تأثير ونتائج الرياضة على مستوى الذكاء لا ينحصر كما يعتقد المعظم بتزويد الدماغ بكمة كبيرة من الأكسجين تسمح له بالقيام بوظائفه على أكمل وجة فحسب,بل هي مسؤولة عن التعبير عن الجين المحتكم بعامل التغذية العصبية, أي التحكم بالبروتين الذي يساعد في نشاط العقلي والإدراك وكذلك الذاكرة.
أجرى هذه الدراسة الباحث مايكل هوبكنز و فريقة من كلية دارتموث, حيث قاموا بالدراسة على مجموعة من الشباب الأصحاء بدنيا, تم اجراء بعض اختبارات الذكاء و الذاكرة و مسوحات الصحة العقلية و الحالة النفسية, ثم تم تقسيمهم إلى مجوعات, أحداها تقوم بممارسة الرياضة بشكل يومي لمدة أربعة أسابيع حتى يوم إعادة الاختبارات النفسية و العقلية في نهاية المدة, و مجموعة أخرى مارست الرياضة طوال الفترة ما عدا يوم الاختبار, و اخرى مارست الرياضة يوم الاختبار فقط.
وجدت الدراسة أن المجموعة الأولى التي مارست الرياضة يوميا وحتى يوم الاختبار, كانوا هم المستفيدين من زيادة التغذية العصبية, وقد وصل الباحثون إلى نصيحة وجهوها للجميع بممارسة الرياضة ما لا يقل عن نصف أيام الأسبوع, ولا تعني التمارين القاسية الفائدة الأكبر, فقط المطلوب هو المواضبة على ممارسة الرياضة بانتظام حتى تتحقق الفائدة المرجوة من ذلك.
و الجدير بالذكر هنا أنه وفي دراسات سابقة وجد الباحثون أن الرياضيون الذين يمارسون الرياضة و التدريب بشكل يومي, كانوا يتميزون بالقدرات العقلية و سرعة البديهة في اتخاذ القرار بنسبة تفوق المتوسط العام, و منها تلك الدراسة التي تمت على لاعبي كرة القدم.