يُعدّ التصوير الفوتوغرافي فنّاً يختص بإلتقاط الصور للإنسان والحيوان بواسطة الإشعاع الكهرومغناطيسي الضوئي أو التصوير الكيميائي المُستخدم في الأفلام الفوتوغرافية عن طريق مادة ضوئية حساسّة، وحديثاً التصوير الإلكتروني الذي يتم بإستخدام أجهزة إستشعار الصور، وسنقدم حكم التصوير في الإسلام خلال هذا المقال بالتفصيل.
حكم التصوير في الإسلام
يشمل حكم التصوير في الإسلام الإنسان والحيوان وكل ما يحمل مظاهر الروح التي خلقها الله عز وجل من مُجسمّات ورسومات مطبوعة على الجدران أو القماش والورق، وعلى هيئة صوراً شمسية، جاءت الأحاديث الصحيحة التي تنهىّ وتتوعّد المصوريّن بالعذاب الشديّد، لحرمتّه في إثارة الفتن والفجور في تصوير النساء المُتبرجّات والعاريّات.
نستشهد في ذكر بعض الأحاديث النبويّة الشريفّة التي أكدّت حكم الإسلام بتحريم التصوير، وإعتباره من الكبائر التي حرمها الله.
- ذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم (إن أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة المصورون) رواه البخاري ومسلم.
- روى إبن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال (إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبّون يوم القيامة ويُقّال لهم أحيّوا ما خلقتّم) رواه البخاري ومسلم.
- روتّ السيدة عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صل الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة (أي الطاقة أو الشباك) لي بقرام (أي الستر) فيه تماثيل، فلما ر آه الرسول صل الله عليه وسلم هتكه وتلوّن وجهّه، وقال (يا عائشة أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله، فقطعنّاه فجعلنا منه وسادّة أو وسادتيّن) رواه البخاري ومسلم.
- حديث إبن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من صوّر صورة في الدنيا كُلفّ أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة، وليس بنافخ) رواه البخاري ومسلم.
- روى أبو هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟ فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة) رواه البخاري ومسلم، ذكر أيضاً عن النبي صل الله عليه وسلم قال (كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورّها نفسّاً فتعذبّه في جهنم).
- قال ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (فإن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له). رواه البخاري ومسلم.
لقد أكدّت ودلتّ كل الأحاديث النبوية الشريفة على التحريم القطعّي للإسلام لتصوير كل ما يدّل على الروّح المُطلقة التي بثها الله في مخلوقاته، أما الذي لا روح فيه من الجبال والشجر والبحار وما إلى ذلك جائزٌ ولا مانع من تصويرها، كما أتىّ على ذكره إبن عباس رضي الله عنهما، ولم ينُكره أحداً عن الصحابة رضوان الله عليهم.