الاتصالات
يحتاج الناس إجمالا للتواصل فيما بينهم لغايات متعددة تتضمن الاطمئنان على أحوال بعضهم البعض، وتناقل المعلومات والعلوم فيما بينهم، بالإضافة إلى تناقل الأخبار الهامة التي تحدث في مناطق العالم المختلفة، ومن هنا فإن الاتصال من أهم الأمور التي حظيت باهتمام الإنسان عبر التاريخ، فنجد أنه استطاع تطوير العديد من الوسائل لخدمته في هذه الغاية إلى أن وصلت الاتصالات إلى ما وصلت إليه في يومنا هذا الذي نعيش فيه.
شهدت الاتصالات اليوم نقلة نوعية هائلة؛ حيث صارت مناطق العالم بها كقرية صغيرة، ويسرت سبل انتشار مفهوم وتعريف ومعنى العولمة كالنار في الهشيم بين مخلتف مناطق العالم، ولكن هذه الثورة التي يعيشها العالم اليوم كانت قد سبقت بعدة مراحل هامة مرت بها الاتصالات عبر التاريخ، وفيما يلي إيضاح لمراحل تطور الاتصالات عبر التاريخ.
مراحل تطور الاتصالات
مرحلة الاتصال المباشر
يعتبر الاتصال المباشر بين البشر الأسلوب الأقدم من وسائل الاتصال، وهو الأسلوب الذي لا يموت مهما تطورت التقنيات؛ حيث لا يزال يعول عليه في العديد من الأمور المختلفة. يعتمد الاتصال المباشر بين الأشخاص على نقل الرسائل شفويا إما عن طريق الالتقاء المباشر بين طرفي الرسالة أو عن طريق وسيط ناقل كان يعرف بالمرسال، وقد كان وقت إيصال هذه الرسالة يعتمد على العديد من العوامل منها: بعد المسافة بين المرسل والمرسل إليه، وللتغلب على هذه المشكلة فقد تم ابتداع عدة طرق ووسائل تهدف إلى تسريع وقت إيصال الرسالة خاصة في أوقات الطوارئ كاستعمال الدخان، بالإضافة إلى أسلوب تتابع حاملي الرسائل على طريقة سباق التتابع اليوم، وفي هذه المرحلة كان هناك تعويل كبير على الشعراء والأدباء من أجل الاتصال لغاية الترفيه، وأخذت هذه الطريقة في التواصل بالتطور شيئا فشيئا بالتزامن مع تطور الكتابة واللهجات المختلفة.
الاتصالات السلكية
يمكن القول إن هذه المرحلة بدأت بالتزامن مع اكتشاف الطاقة الكهربائية؛ حيث بدأ العلماء والمتخصصون بالتفكير بالطريقة التي يمكنهم من خلالها استعمال هذه الطاقة الجديدة لغايات التواصل والاتصال بين البشر، فاخترع البرق، والتلغراف، وإرسال الرسائل كهربائيا، وفي وقت لاحق تم التوصل إلى اختراع الهاتف؛ وهو الجهاز الذي ينقل الأصوات بين مكانين متباعدين، حيث انتشرت شبكات الهاتف في كل مكان من العالم، كما اخترع العلماء جهاز الفاكس والذي ينقل الوثائق والرسائل بطريقة سلكية مما أتاح اتصالا أكبر وأوسع بين الناس.
الاتصالات اللاسلكية
تزامنت هذه المرحلة مع إرسال أول إشارة لاسلكية في أواخر القرن التاسع عشر، مما مهد إلى اختراع الراديو، الذي دفع إلى إنشاء المحطات الإذاعية المتخصصة، وقد استخدمت وسائل التواصل اللاسلكية في كافة المجالات وتحديدا في المجالات العسكرية في ظل انتشار الحروب والصراعات الدولية في العالم كانتشار النار في الهشيم في تلك الفترة الزمنية. وبعد الراديو ظهرت عدة اختراعات أخرى هامة وعلى رأسها التلفزيون، الذي تطور هو الآخر وحقق انتشارا واسعا، مما دفع إلى إنشاء العديد من المحطات المتلفزة التي تطورت من البث الأرضي إلى الأقمار الصناعية مما أتاح لها انتشارا أوسع وأكبر.
مرحلة الحاسوب، وشبكات الاتصال
بدأت هذه المرحلة باختراع الحاسب الآلي الذي تطور شيئا فشيئا إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم من سيطرة على أدق تفاصيل الحياة؛ حيث استطاع الحاسوب وبفضل التوصل إلى اختراع شبكة الإنترنت أن يهيمن على عالم الاتصالات، ليصبح فيه التواصل بين الأفراد شبه مجاني في الكثير من الأحيان ولا يتطلب أي جهد.