يعتبر الحاسوب جهاز القرن العشرين بلا منازع، ذلك أنّ اختراع هذا الجهاز العملاق قد أحدث ثورة تقنية عالية المستوى، وقفزة نوعية لا يستهان بها؛ فتقريباً لا يوجد جهاز تم اختراعه بعد أن اخترع الحاسوب إلا ويرتبط من قريب أو من بعيد بهذا الجهاز. جهاز الحاسوب ينتمي إلى عائلة الأجهزة الإلكترونية، إذ إنّه جهاز قادر على استقبال البيانات المختلفة ثم إجراء وتطبيق بعض عمليات المعالجة عليها، ومن ثم إخراجها من خلال أجهزة الإخراج التي تعتبر جزءاً أساسياً منه.
تتميّز الحواسيب عموماً بقدرتها العالية على معالجة البيانات وتحويلها إلى معلومات مفيدة، وهذا ما جعلها حجر الأساس لكل العمليات البشرية في وقتنا الحالي، أيضاً تمتاز الحواسيب بقدرة عالية على تخزين المعلومات التي يتم معالجتها، كما وتمتاز بقدرتها على إخراج المعلومات بالعديد من الأشكال المختلفة الأمر الذي جعل لها الأفضلية في عملية عرض المعلومات بدلاً عن الطرق ووسائل التقليدية الورقية وغيرها، أيضاً تمتاز الحواسيب بقدرتها الكبيرة على أداء العديد من المهام المختلفة في الوقت ذاته؛ فعلى سبيل المثال يمكن أن يستعمل الحاسوب لمشاهدة الأفلام، وتصفح الإنترنت، بالإضافة إلى الطباعة في نفس الجلسة.
يتكون الحاسوب من مكونات مادية تنقسم إلى مدخِلات، ومخرِجات، ووسائط معاِلجة، حيث تعمل هذه المكونات المادية جنباً إلى جنب مع روح الحاسوب وهي البرمجيات التي تتضمن أنظمة التشغيل والتي تعتبر الواسطة بين كل من المستخدم والمكونات المادية.
الحاسوب ليس كباقي المخترعات، فلم يقم شخص واحد باختراعه، بل هو ناتج عن عملية تطوير وتحديث مستمرة عبر الزمن، إذ إن كل عملية تطوير وتحديث تبنى لتحقيق ثلاثة أهداف وهي تسريع الحاسوب، والتقليل من ثمنه، وجعله أكثر قابلية لاستيعاب كميات أكبر من البيانات.
بدأ الإنسان ومنذ قديم الزمان بإجراء العمليات الحسابية المختلفة دون استعمال أية آلة تذكر، ثم ومع مرور الوقت، دخلت الآلات الحاسبة والتي ساعدته على القيام بإجراء العمليات الحسابية التي يحتاج إليها، حيث كانت هذه الحاسبات تمتاز ببدائيتها، ومن أشهر الأمثلة عليها أنتيكيتيرا، في نهاية العصور الوسطى، أخذت الحركة العلمية بالازدهار وبشكل تدريجي، وتضاعف الاهتمام بعلم الرياضيات كونه أساساً هاماً لباقي العلوم والمعارف، وقد تم التوصل إلى اختراع آلة حاسبة ميكانيكية، حيث جاء هذا الاختراع كنتيجة حتمية لتطور المعارف في أوروبا.
في العام ألف وثمانمئة وواحد، قام العالم جاكوارد بتطوير هذه الآلة الحاسبة، حيث كان هذا الحاسوب المطور خطوة هامة في الطريق إلى صناعة حاسوب كامل،بعدها كانت هناك عدة محاولات جيدة عادت بالنفع الكبير على المستخدمين، ويمكن اعتبار أن فترة الثلاثينيات في القرن المنصرم هي الفترة التي حدثت فيها النقلة النوعية في تطوير الحواسيب، فقد ظهر حاسوب آتاناسوف- بيري وكان ذلك في العام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين، تبعه حاسوب كولوسس في العام ألف وتسعمئة وأربعة وأربعين، كما شهد هذا العام إنتاج حاسوب آخر وهو حاسوب هارفارد مارك والذي كان يعتبر حاسباً إلكتروميكانيكياً.
في العام ألف وتسعمئة وستة وأربعين تم إنتاج الحاسوب إينياك والذي كان حاسوباً متعدد الاستعمالات والاستخدامات، إلا أنه كان يعاني من عدم ملاءمته من ناحية التصمي؛ لهذا فقد خضع هذا الحاسوب لعدة تطويرا، ولاحقاً، انتقل الحاسوب إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة اعتماده على الترانزيستور، حيث أصبح يباع بشكل تجاري. بعدها بدأ الحاسوب يتتطور إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم من أشكال مختلفة منها الحاسوب المكتبي، والحاسوب والمحمول، والحاسب اللوحي، والحواسيب الصغيرة.