قراءة القرآن الكريم
تعتبر قراءة القرآن الكريم وتجويده من احسن وأفضل الأعمال التي يقوم بها الإنسان المسلم في حياته، فالقرآن كتاب معجز من كل جوانبه ونواحيه حتى عند قراءته؛ وهذا يتضح بشكل جلي من خلال إعجاب الناس -مسلمين كانوا أم غير مسلمين- بالآيات المتلوة والمجودة من القرآن الكريم.
ظهر التنافس منذ عصر النبوة على قراءة كتاب الله تعالى باجمل وافضل صوت ممكن، ووفق ضوابط علم التجويد، لما لذلك من أهمية وفائدة عظيمة في تقريب القرآن من أفئدة الناس، وجعله أكثر تأثيرا فيهم، وقد ظهرت عبر التاريخ الإسلامي العديد من الأصوات الجميلة، والحناجر المميزة التي انسابت منها الحروف القرآنية بسلاسة وعذوبة لا نظير لهما، وفي العصر الحديث هناك تنافس كبير بين مختلف القراء في العالم الإسلامي، حيث أدهش القراء الناس بقدراتهم الصوتية التي لا نظير لها، ويبقى أمر تحديد القارئ الاحسن وأفضل نسبيا شائكا، فمقاييس الجمال تختلف من شخص إلى آخر، وفيما يلي تفاصيل حياة واحد من أشهر واحسن وأفضل قراء العالم على الإطلاق.
عبد الباسط عبد الصمد احسن وأفضل قارئ للقرآن
ولد قارئ القرآن الأشهر عبد الباسط عبد الصمد في العام ألف وتسعمئة وسبعة وعشرين ميلاديا في محافظة قنا إحدى محافظات جمهورية مصر العربية، وقد حفظ عبد الباسط القرآن الكريم، وتعلم القراءات حتى بلغت شهرته الآفاق، فصوته من اجمل وافضل الأصوات التي قد يسمعها الإنسان في حياته، وأسلوبه فريد من نوعه، لا يمكن أن يتكرر بسهولة.
شهد العام ألف وتسعمئة وواحد وخمسين ميلاديا دخول عبد الباسط إلى الإذاعة المصرية، ليعين بعد ذلك قارئا للقرآن في مسجد الإمام الشافعي، ثم في مسجد الإمام الحسين، واستطاع عبد الباسط أن يترك إرثا عظيما من التسجيلات الصوتية التي ستظل تخلد اسمه بين العالمين، ويعتبر صوته إلى يومنا هذا الأفضل، والأكثر استماعا من قبل مختلف المسلمين.
ومن شدة تعلق الناس به، فقد جاب عبد الباسط بلاد العالم كلها شرقا وغربا، وحمل أمانة إيصال الكتاب الأعز إلى كافة الأمم، وأينما حل وارتحل كان الناس يلقونه بحفاوة شديدة لا نظير لها، وأحيانا كان الزعماء هم من يستقبلونه عند هبوط طائرته أرض المطار، وكانت جنبات المساجد والقاعات تعج بالناس الذين قد لا يجد بعضهم موطأ قدم له من شدة الزحام، والتدافع لسماع صوته وهو يتلو كتاب الله.
تلا عبد الباسط سور القرآن الكريم في أهم مساجد العالم الإسلامي؛ كالمسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، والمسجد الإبراهيمي، والمسجد الأموي، والعديد من المساجد الأخرى، كما نال العديد من الأوسمة والتكريمات من مختلف الأماكن والفعاليات.
وفاة عبد الباسط عبد الصمد
توفي قارئ القرآن عبد الباسط عبد الصمد في العام ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين ميلاديا، بعد أن كان قد أصيب بمرض السكري الذي استفحل في جسده، وقد أقيمت له مراسم جنائزية مهيبة تقديرا لدوره الكبير في خدمة الدين الإسلامي.