دابق
تقع دابق ضمن أراضي الجمهوريّة العربية السورية من بلاد الشام، وتحديداً في شمالي البلاد بالقرب من الحدود السورية التركية؛ حيث تبعد عنها قرابة خمسة عشر كيلومتراً تقريباً. إلى الشمال من دابق تقع منطقة غازي عنتاب التركية، وإلى الجنوب منها تقع مدينة حلب السورية، وإلى الجنوب الغربي تقع مدينة إدلب، وإلى الغرب يقع لواء الإسكندرون، وأخيراً تقع عين العرب إلى الجهة الشمالية الشرقيّة منها.
اشتهرت دابق في الآونة الأخيرة بسبب الأحداث السياسيّة والعسكريّة التي تجري في المنطقة، كما واشتهرت تاريخياً بالمعركة الشهيرة والتي سُمّيت باسم معركة مرج دابق. وقد شهدت هذه الأرض وفاة الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك؛ حيث توفّي بعدما أرسل مسلمة بن عبد الملك على رأس جيش من أجل فتح مدينة القسطنطينية.
تضمّ منطقة دابق قبر سليمان بن عبد الملك، بالإضافة إلى قبر التابعي عبد الله بن مسافع. تشتهر دابق بالزراعة؛ حيث تكثر فيها زراعة الحبوب، أما سكان القرية فينتمون إلى قبيلة تدعى النعيم.
معركة مرج دابق
تاريخها
اشتعلت نيران معركة مرج دابق في الثامن من الشهر الثامن (أغسطس) من عام ألفٍ وخمسمئة وستة عشر للميلاد؛ حيث دارت رحى هذه الحرب بين كلٍّ من قوات العثمانيين، وقوات المماليك، في منطقة دابق القريبة من مدينة حلب السورية.
واقع ما قبل المعركة
لم يكن المماليك والعثمانيين على خلاف؛ بل كانت العلاقة بينهم علاقة تعاون، ومودة، وتحالف عند وجود مخاطر مشتركة، غير أنّ الوضع انقلب مع ظهور الخلافات بين السلطان الفارسي الشاه إسماعيل الصفوي، وبين السلطان العثماني سليم الأول، فبدأ كلّ واحد منهما يحاول استمالة المماليك إلى جهته، فقاما بإرسال الإرساليّات إلى السلطان المملوكي قانصوه الغوري بدعوى التحالف، وحاول كلٌّ منهما تأليبه على الآخر، إلى أن تصاعدت الأحداث بالعداوة بين المماليك والعثمانيين.
أحداثها ونتيجتها
في بداية المعركة اصطفّ المماليك والعثمانيون، ثم بدأت المناوشات فيما بينهم إلى أن نفذت قوات المماليك هجوماً مباغتاً استطاع أن يزلزل أركان الجيش العثماني، وأظهر مقاتلو المماليك شجاعةً منقطعة النظير في المعركة، حتى بدأ السلطان سليم بالتفكير جدياً بعقد هدنة بين الطرفين، غير أنّ مدفعية العثمانيين استطاعت إنقاذ الموقف.
وممّا ساعد على رجحان كفة العثمانيين في المعركة الخيانة التي بدرت من أحد قادة المماليك وهو خائر بك، والذي انضمّ بشكلٍ مفاجئ إلى صفوف العثمانيين، وأخذ يقاتل معهم، ومما زاد الأمر سوءاً من جهة المماليك قيام خائر بك بنشر إشاعة بين الجنود المماليك تفيد بأنّ قائدهم قد قتل، عندها انهارت معنويات الجند المملوكي، وانتهت المعركة بانتصار العثمانين، وقتل قنصوه الغوري خلال انسحابه من أرض المعركة، وكنتيجة لمعركة مرج دابق، بدأت القوّات العثمانية بالتوسّع والسيطرة على مناطق بلاد الشام وباقي المناطق الأخرى.