من أمراض العصر التي انتشرت في مجتمعاتنا المعاصرة بشكلٍ كبير ظاهرة السّمنة، كثيراً ما تمشي في الطّرقات لترى آثار السّمنة باديةً على كثيرٍ من النّاس بشكلٍ يسيء إلى مظهرهم العام، وقد يؤثّر على نفسيّتهم وتعاملهم مع غيرهم، وقد يكونون عرضةً للإنتقاد من قبل الآخرين وبالتّالي يفقدون كثيراً من الثّقة بالنّفس.
وإنّ سبب انتشار السّمنة بين رجالنا ونسائنا طبيعة الحياة المعاصرة حيث أصبح النّاس يستخدمون وسائل المواصلات المريحة عوضاً عن المشي، فتراهم يستخدمون سياراتهم مثلاً في التّنقل أو الوصول إلى مكانٍ معيّن ولو كانت المسافة قصيرة لا تتعدّى أمتاراً معدودة، كما أنّ طبيعة بعض الأعمال والتّكنلوجيا التي أحدث تغييراً كبيراً في حياة النّاس جعلت النّاس يقضون ساعاتٍ طويلةٍ أمام شاشات الحاسوب من أجل إنجاز أعمالهم، إضافةً إلى مخاطر التّلفاز الذي يتسمّر أمامه النّاس لمشاهدة المسلسلات وغيرها لساعاتٍ طويلة أيضاً.
وإنّ علاج و دواء ظاهرة السّمنة يكون من خلال اتباع وسائل عديدة نذكر منها :
- اتباع حميةٍ غذائيّةٍ ونمطٍ غذائي معيّن يقلّل من استهلاك أنواع الغذاء المحتوية على سعرات حراريّة كبيرة، أي تقليل تناول الكربوهيدرات التي يحتوي عليها الأرز والمعكرونة والخبز، والتّقليل من تناول السّكريّات التي تحتويها بعض الأطعمة، والتّوازن في الطعام بحيث يحصل الإنسان على حاجته من العناصر الغذائيّة والفيتامينات بدون إفراطٍ أو تفريط.
- ممارسة الرّياضة بانتظام، فلا يخفى على أحد أهميّة الرّياضة في حرق كثيرٍ من السّعرات الحراريّة التي تنتج عن تناول الطعام، بحيث يشعر الإنسان أحياناً حين يمارس الرّياضة بأنّه لم يتناول شيئاً على الرّغم من تناوله وجبة طعام دسمة تحتوي على العديد من السّعرات الحرارية قبل التّمرين، ولكن الجهد المبذول والنّشاط البدني قد ساهم في حرق وضياع تلك السّعرات كأن لم تكن، وبالتّالي على الإنسان وضع جدولٍ يومي له يخصّص فيه ساعات معيّنة للمشي أو الرّكض أو غير ذلك من الرّياضات المتنوّعة.
- ويلجأ كثيرٌ ممّن يعانون من مرض السّمنة إلى الأطباء حين يريدون حلولاً سريعةً لهذا المرض، حيث يقومون بعمليات شفط الدّهون وعملية ربط المعدة وغير ذلك من الأساليب التي لم يؤمن ضررها على الإنسان لما قد تسبّبه من مضاعفات خطيرة قد تؤدّي أحياناً إلى الموت.
- وأخيراً فإنّ احسن وأفضل علاج و دواء للسّمنة هو الاعتدال في الطّعام وفي سنّة نبيّنا خير مرشدٍ في ذلك حين قال بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا بد فاعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه، وثلث لنفسه، صدق رسول الله عليه الصّلاة والسّلام.