تنتشر العديد من النصائح والطرق ووسائل لإنقاص الوزن على مواقع الإنترنت المختلفة، وفي المجلات والبرامج التلفزيونيّة، كما يسمع الشخص الّذي يفكّر في إنقاص وزنه العديد من الاقتراحات والتجارب والنصائح من الأصدقاء والعائلة، والحقيقة أنّ كلّ الطرق ووسائل المنتشرة لإنقاص الوزن بسرعة أو بأمان أو عن طريق الرياضة فقط، أو عن طريق الحمية الغذائية فقط، لا تمثّل أسلوباً مثاليّاً لإنقاص الوزن؛ حيث إنّ فقدان الوزن لا يجب أن يسبّب فترةً شاقّة على الجسم، فيتغيّر فيها النظام الحيوي بالكامل بدءاً من الجهاز الهضمي مروراً بالدورة الدمويّة ووصولاً إلى إفرازات الغدد ونشاط المخ.
إنّ زيادة الوزن لا تحدث للشخص بين ليلة وضحاها، ويجب أن نعلم أنّ التغييرات السريعة في نشاط الجسم قد تؤدّي إلى تضرّره، تماماً مثل صبّ ماء مغليّ في كوب زجاجي بارد فجأة. الوزن المثالي للإنسان البالغ الذي يزيد طوله عن مائة وخمسين سنتيمتراً هو ناتج الطول بالسنتيمتر مطروحاً منه العدد مائة، ولكي يصل المرء إلى وزنه المثالي عليه أن يضع في اعتباره العديد من الأمور وهي: السن، والحالة الصحيّة، والوزن الحالي.
ويعني الكلام السابق أنّ كلّ نظام غذائي يتّبعه شخص ما ويؤتي نتائج فعّالة لا يجب أن يكون بنفس الفاعلية مع بقية الناس بسبب العوامل الثلاثة السابقة، وعليه فإن نظامك الغذائي يجب أن تحدّده من خلال اختصاصيي التغذية، أو عبر تتبع أهمّ الأطعمة التي تناسب احتياجاتك الجسمانية والصحيّة.
كان هذا الحديث عن النظام الغذائي هو الجزء الأوّل من الطريقة المثلى لإنقاص الوزن، ويتبقّى لدينا جزآن آخران وهما النظام المعيشي والتمارين الرياضيّة. في الحديث عن النمط الحياتي الّذي يجب أن يتّبعه الشخص الذي يعمل على إنقاص وزنه فهو يتمثّل في التخلّص من العادات التي تسبّب تراكم الدهون في الجسم، وتحويل السعرات الحراريّة والسكريّات إلى دهون، واحتباس الماء وذلك عن طريق الحركة قدر المستطاع من أجل حرق المزيد من السعرات الحراريّة وشرب كميات كبيرة من الماء بشكل يومي من أجل تعويد الجسم على الانتهاء والتخلص من المياه الزائدة، وتنشيط الدورة الدموية للعمل على حرق الدهون المختزنة في الجسم.
أمّا التمارين الرياضيّة فإن أفضلها هو الأيروبكس، أو تمارين السباحة، أو الجري، أو المشي اليومي لمدّة نصف ساعة صباحاً، ومثلها في المساء. وتلك التمارين تتميّز بأنها تعمل على حرق الدهون من كافّة أنحاء الجسم، وتشدّ عضلات الجذع بشكل كامل، على عكس الشائع من أنّ تمرينات البطن أو الأرداف تسبّب نزول وزن تلك المناطق. إنّ تلك الطريقة تعتبر الأكثر تكاملاً في إنقاص الوزن؛ حيث إنّها قابلة للعديد من الخيارات التي تختلف من شخصٍ إلى آخر.