يعتبر كوكب الأرض أهمّ كوكبٍ في المجموعة الشّمسيّة، فهو الكوكب الوحيد الذي تصلح الحياة على سطحه لجميع الكائنات، وعلى الرّغم من سعي علماء الفلك ورواد الفضاء لاكتشاف الكون بما فيه من كواكب ونجوم ومجرّات إلاّ أنّهم لم يستدلوا على أيّ شكلٍ من أشكال الحياة على كوكب غير الأرض، فما قصّة الأرض التي نعيش عليها ؟، وتعرف على ما هى أهميّة هذا الكوكب؟.
بدأت قصّة الأرض حين خلقها الله تعالى والسّموات في ستّة أيّام، ثمّ خلق الله تعالى آدم عليه السّلام ليكون وذريّته خلفاء الله في الأرض فيعمّروها ويعبدوا الله تعالى فيها، وقد شاء الله تعالى أن يجعل فيها كلّ ما هى اسباب الحياة لكي يستطيع الإنسان أن يعيش عليها، فعلى الأرض توجد الماء التي تشكل ما يقارب 71% من مسطح الأرض، والماء على الأرض يوجد على أشكال وصور متنوّعة فهناك البحار والأنهار وما في جوف الأرض من ينابيع وكلّها ينتفع منها الإنسان في حياته للشّرب والاغتسال والصّناعة وغير ذلك الكثير، وعلى الأرض توجد أنواع مختلفة من الكائنات الحيّة من حيوانات ونباتات، فالحيوانات على أشكالها منها ما ينتفع الإنسان منه في طعامه وسدّ جوعه، ومنها ما ينتفع منه في ترحاله وسفره، ومنها ما ينتفع منها للباسه ودفئه في الشّتاء، كما أنّ النّباتات والزّروع المتنوّعة الأشكال تعطي الأرض منظراً رائعاً بلونها الأخضر الذي يريح النّفوس ويبهجها، إلى جانب دور تلك النّباتات والأشجار في حفظ التّوازن البيولوجي على الأرض، أمّا في جوف الأرض فهناك كنوز كثيرة تفيد الإنسان في حياته، فهناك المعادن الثمينة مثل الذّهب والنّحاس والمغنيسيوم والبوتاس وهناك الثّورة الّنفطيّة التي تشكّل عصب الحياة العصريّة، أمّا السّماء التي تحيط بالأرض فهي تعمل على حفظها، فطبقة الأوزون المحطية بالأرض تعمل على حماية الكائنات الحيّة والإنسان من الأشعة الضّارة، كما أنّ المجال المغناطيسي حول الأرض يعمل على حمايتها من الأجرام السّماوية المشحونة التي تسبح في الفضاء هائمة.
كوكب الأرض يدور حول نفسه مشكّلاً ظاهرة اللّيل والنّهار، كما أنّه يدور حول الشّمس مشكلاً ظاهرة حدوث الفصول الأربعة، وكوكب الأرض كروي الشّكل بيضاوي عند القطبين منبعج عند خط الاستواء، والنّاظر في كوكب الأرض يتلمّس آيات الله تعالى وسننه في الآفاق، فلم يخلق الله تعالى شيئاً على هذا الأرض عبثاً، ولم يتركه هملاً، فكلّ شيء مخلوق بقدر ويسير وفق نواميس عجيبة تدلّ على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وصنيعه وأنّه سبحانه هو الحقّ المستحق للعبودية وحده، قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) صدق الله العظيم.