فاطمة بنت محمد رضي الله عنها هي من احسن وأفضل نساء العالمين وهي البنت الصغرى للرسول صلى الله عليه وسلم من زوجته خديجة فقد ولدت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين وهو يبلغ من العمر خمساً وثلاثين عاماً وقد كانت رضي الله عنه من أشد الناس عوناً له في بداية الدعوة حين كان يلقى من عذاب قريش وعمه أبي لهب وإلقاء الأوساخ أمام منزله صلى الله عليه وسلم.
وقد حظيت رضي الله عنها بالعديد من الألقاب كالزهراء ويرجع سبب تلقيبها بهذا اللقب إلى كونها بيضاء اللون مع وجود بعض الحمرة فكانت العرب تطلق على هذا اللون بالأزهر، وفي بعض الروايات فإن الرسول صلى الله عليه وسلم سماها الزهراء لأنها كانت تزهر لأهل السماء عند وقوفها في المحراب لورعها وخشيتها من الله كما تزهر النجوم لأهل الأرض وقد تم نقل بعض من الأدعية والأوراد التي تفردت بهم وتم تسميتها باسمها كتسبيح الزهراء، كما أنها رضي الله عنها لقبت بألقاب عديدة أخرى كالبتول والحوراء الأنسية فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول أنه كلما اشتاق لرائحة الجنة اشتم رائحة ابنته فاطمة رضي الله عنها.
وقد تزوجت رضي الله عنها من علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وولدت له من الأولاد أربعاً هم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وزينب بنت علي وأم كلثوم وقد كان مهرها رضي الله عنها هو درع علي بن أبي طالب الحطمي، وقد كانت فاطمة رضي الله عنها وما زالت تحظى بمكانة كبيرة لدى المسلمين من جميع الأطياف فهي رضي الله عنها من احسن وأفضل نساء العالمين بالإضافة إلى مريم البتول ووآسيا وأمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وقد خبر الرسول صلى الله عليه وسلم بحبه لها في العديد من المواقف فقد قال صلى الله عليه وسلم:" أحب أهلي إلي فاطمة"، وبالإضافة إلى ذلك فيعتبر نسل الرسول صلى الله عليه وسلم من نسلها رضي الله عنها جميعاً.
أما عند وفاته صلى الله عليه وسلم فقد دعاها رضي الله عنها فأجلسها بجواره واسر لها حديثاً فبكت ثم أسر لها حديثاً فضحكت وبعد وفاته سألتها عائشة رضي الله عنها عن ذلك فقالت: "سارنّي النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني أنه يقبض في وجعه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول اهل بيته أتبعه فضحكت"، وتوفيت رضي الله عنها بعده بخمسة وتسعين يوماً بحسب أرجح الروايات.