الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، ومن الشرك والكفر إلى عبادة الله وحده، وأرسل معهم الآيات الدالة على نبوّتهم، ووعد الصالحين المطيعين بالثواب والجنّات، وحذّر العصاة الطغاة من العقاب والنار، فكان أول الأنبياء أبانا آدم عليه السلام، وتوالى بعده الرسل والأنبياء، فما من أمةٍ إلا خلا فيها نذير، وكان خاتم النبيين سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ لا نبي ولا رسول بعده، وأنزل الله عليه القرآن الكريم، ليكون دستور حياتنا، واختار الله الرسل من البشر، ولم يرسل ملكاً رسولاً، كي لا يكون للناس حجة، بدعواهم أن الملائكة معصومون ولا يذنبون، أما نحن فبشر ضعفاء تغلبنا نفوسنا الأمّارة بالسّوء، فكان الرسول مثلهم يجري عليه كما يجري عليهم، من طبيعةٍ واحدةٍ.
محمد صلى الله عليه وسلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، من نسبٍ شريفٍ، يتسلسل نسبه حتى يصل لجده عدنان، وهو من قبيلة قريش أكرم القبائل وأشرفها، ولد في مكة المكرمة عام الفيل، حيث غزا أبرهة الحبشي الكعبة المشرفة على الفيلة ليهدمها، وقد توفي والده وهو جنين في بطن أمه آمنة بنت وهب، والتي توفيت وهو في الخامسة من عمره، وبعدها تولى رعايته جده عبد المطلب، والذي توفي أيضاً بعد ثلاث سنوات حيث بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر ثمانية، فضمه عمه أبو طالب مع أولاده وتولى رعايته، وعنما كبر قليلاً بدأ عمه يأخذه معه في رحلاته التجارية، حتى صار تاجراً واشتهر بين الناس بتجارته الرابحة وصدقه وأمانته.
زواجه من السيدة خديجة بنت خويلد
وصل الخبر للسيدة خديجة بأمانة محمد بن عبد الله وصدقه، فأرسلت إليه تطلب منه تولي أمر تجارتها، فوافق صلى الله عليه وسلم، فازدهرت تجارتها وعظمت أموالها، فعرضت عليه الزواج منها وكان عمرها آنذاك أربعين عاماً، وكان رسولنا الكريم يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً، فقبل الزواج منها، وأنجبت له من البنات أربع، زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، ومن الذكور القاسم وعبد الله، حيث توفّي الذكور صغاراً، وأما الإناث فقد تزوجن وتوفين في حياته، عدا السيدة فاطمة فقد توفّيت بعد وفاة رسول الله بستة أشهر.
عدد زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم
لم يتزوّج رسول الله زوجة أخرى في حياة السيدة خديجة رضي الله عنها، ولكن بعد وفاتها تزوّج من إحدى عشرة امرأة، وكان لكل زواجٍ حكمة عظيمة، لا كما ادعى البعض وافترى، وكانت ثاني زوجاته السيدة سودة بنت زمعة، وبعدها عائشة بنت صاحبه أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وزينب بنت خزيمة، وأم سلمة، ورملة بنت أبي سفيان، وجويرية بنت الحارث، وميمونة بنت الحارث، وصفية بنت حيي، وزينب بنت جحش، وهنَّ أمهات المؤمنين رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ.