جدول المحتويات
الصحابيات
قيَّض الله تعالى لرسوله الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم- العديد من الأشخاص الذين استطاعوا أن يحملوا أمانة الدعوة إلى الله تعالى، سواءً في حياته أو بعد مماته، فهذه الأمانة عظيمة جداً، يجب على كل من نوى حملها، وتسليمها لغيره من بعده، أن يمتلك العديد من الصفات التي تؤهله لذلك.
قد يتبادر إلى ذهن البعض أن رسالة الإسلام انتشرت على أيدي الرجال من الصحابة فقط، غير أن التاريخ يقول ويؤكد على أن المرأة أسهمت كما أسهم الرجل في حمل هذه الأمانة، وإكمال المسيرة التي أرسى قواعدها الأولى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خلال عهده الميمون. وقد اتسمت الصحابيات الجليلات –رضي الله عنهنَّ إجمالاً بصفات هامة جداً نجملها فيما يلي.
صفات الصحابيات
- تعتبر الصحابيات الجليلات مثالاً يحتذى لكل أمٍّ في اى زمان ومكان، فقد مارسن دورهنَّ هذا بكل اقتدار، فكُنَّ أمَّهات بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد حفظت لنا سجلات التاريخ أسماء بعض ألمع الصحابيات ممن استطعن بناء أجيالٍ صالحة، وعلى رأس هذه القائمة التي يطول ذكرها: السيدة خديجة أم المؤمنين، والسيدة فاطمة بنت رسول الله، والسيدة أسماء بنت أبي بكر، والسيدة أم عمارة، والسيدة الخنساء، وغيرهنَّ –رضي الله عنهنَّ-.
- الشجاعة والإقدام، فكُنَّ في أوقات الشدة والخطر يقفن إلى جانب الرجال، ويحملن السلاح، ويدافعن عن رسول الله بكل ما أتاهنَّ الله من قوة، وقد سجَّل التاريخ أيضاً مواقف عديدة أظهرت شجاعتهنَّ الفائقة.
- جريئات في طلب الحق، حريصات على تعلُّم الدين، فقد سألت بعض الصحابيات رسول –صلى الله عليه وسلم- عن أدق المسائل، خوفاً من الوقوع في الإثم، وقد كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يتعامل معهنَّ باحسن وأفضل طريقة يمكن لرجل أن يتعامل بها مع امرأة، فكان يجيبهنَّ عما أشكل عليهنَّ بكل وُدٍّ وسرور، وكان يثني عليهنَّ، ويرجو لهنَّ الخير والرفعة دائماً وأبداً.
- الذكاء والفطنة، مما جعلهنَّ قادرات على تلقي العلوم، وتعليمها للآخرين، وقد كانت السيدة عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها- خير مثال على ذلك، حيث كانت قبلة طلاب العلم، ومن أعلم علماء زمانها.
- الحكمة: قلَّ أن توجد في اى مكان وزمان، ومن أحد أهم ما هى اسباب ذلك أنَّهنَّ كُنَّ مخلصات في حمل الدعوة، ومن كانت قبلته صحيحة كافأه الله تعالى برفع شأنه في الدنيا والآخرة، وبسداد الرأي، وبالحكمة.
- الوفاء، وعندما نقول الوفاء فالمقصود كافة أنواع الوفاء التي قد تتبادر إلى الذهن؛ من الوفاء للدين، إلى الوفاء للوالدين، والأخوة، إلى الوفاء للزوج، والأبناء، إلى الوفاء للأمة، والمجتمع. وهذه الصفة من أهم الصفات التي تعين الناس على تجاوز الأزمات على الدوام.