هل تحب رائحة البنزين؟
قد يكون جوابك نعم وقد يكون لا، لكن هناك عدد كبير من الناس يحبون رائحة البنزين، وهذا يعتبر لغز محير بالنسبة للعلماء، لم يجدوا له تفسير..
فلماذا يحبها البعض ويكرهها آخرون؟
وما الذي يدعو إلى حب هذه الرائحة؟
في أحد الدراسات وجد أن واحد من كل ثلاثة أشخاص على الأقل يحب رائحة البنزين، وهذه نسبة كبيرة نسبياً وتدعو إلى التساؤل عن السبب الحقيقي لهذه الظاهرة الغريبة.
من ناحية علمية هناك دراسة توضح أن رائحة البنزين تحتوي مفعول مؤثر يشبه رائحة العطر يعمل كمحفز للروابط العصبية مما يزيد السعادة في الانسان ويهدئ أعصابه.
هذا عندما نتحث عن الأشخاص الطبيعين، الذين يحبون رائحة البنزين باعتدال وفي حدود الطبيعي، أما من يحب رائحة البنزين إلى درجة استنشاقه بصورة دائمة، والسعي إلى ايجاده فإننا هنا نتكلم عن درجة المرض والإدمان.
ويدعو الأطباء النفسيين هذا النوع من الإدمان بـ (إدمان الشم)، فرغم أن البنزين لا يعتبر من المخدرات أو المنشطات المسببة للإدمان بالوضع الطبيعي إلا أنه يحصل فيه الإدمان بسبب المركب الكيميائي (حلقة البنزين)، فعندما يصل المركب الكيميائي إلى الدماغ يعطي إحساس بالدوخة وقلّة التركيز بما يشبه الاحساس الناجم عن تناول المخدرات.
وإذا ما توقف المدمن عن شم البنزين بعد تعوده عليه تظهر عليه آثار الإنسحاب، حيث يشعر بالقلق والتوتر ويصبح سريع الغضب، مما يدفعه إلى شم المزيد لتفادي حالة عدم الاستقرار التي وصل لها، مع ملاحظة أن أعراض الانسحاب لا تشمل أعراض جسدية مما يمنع المريض وأهله من ملاحظة المشكلة الحقيقية والتنبّه لها، ولربما يتحول المدمن إلى استخدام المخدرات كخطوة تالية لادمان الشم.
ولكي يصل شم البنزين إلى مرحلة الإدمان لا بد أن يستمر التعرض للمادة لمدة تتراوح بين خمسة عشر وخمسة وأربعين دقيقة، حيث يبدأ التأثير ونتائج السلبي لهذه المادة على أعضاء الجسم المختلفة.
أمّا إذا كان الشم لمدة قصيرة عابرة ولفترات متقطعة فلا يؤثر ذلك في الجسم ولا يسبب الإدمان.
فإذا كنت –أخي القارئ- من محبي رائحة البنزين، فلا بد أن ألفت نظرك إلى أن تتنتبه لنفسك لتفادي الدخول في دوامة الإدمان، ولكي تحمي جسمك من الأضرار التي قد تلحق به، فانتبه ألا تنساق في حبك لهذه الرائحة وتمضي الكثير من الوقت في شمها... أما إذا كانت هواية عابرة فلا بأس فلكل اهتمامات وأذواق مختلفة.. قد نحبها وقد نكرها وقد نقف على خط الحياد المهم أن لا ننساق في أهوائنا إلى حد يضرنا ويضر صحتنا