شهد العالم العديد من التطوّرات الهائلة التي اجتاحت العالم بأسره في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة، كالتطورات الاقتصادية والسياسيّة والصناعية والتكنولوجيّة، ويرجع السبب في ذلك إلى اكتشاف النفط، الذي أصبح يشكّل عصب الحياة، فكل شيء في حياتنا أصبح مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بوجود البترول، سواءً أكان ذلك في الصناعات كصناعات البلاستيك أو في الاقتصاد، بحيث أصبح البترول يشكّل مصدراً اقتصادياً مهماً في جميع دول العالم، والدول التي تحتوي على البترول هي أغنى الدول في أيامنا هذه، وأصبح النفط يشكّل مصدراً تتنازع عليه جميع القوى السياسية في هذا العالم، كما وباتت وسائط النقل جميعها تعتمد على المشتقات النفطيّة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى توليد الكهرباء التي لا يمكن الاستغناء عنها، لذا سميّ بالذهب الأسود، لكن التساؤلات ما زالت تدور حول طريقة تكوّن هذه المادة العجيبة، وتعرف على ما هى مكوناتها.
تاريخ وظروف تكوّن النفط
تكوّن النفط قبل ملايين السنين أي في العصور الجيولوجية القديمة التي شهدت تكاثراً كبيراً للأشجار والعوالق البحرية والنباتات المائية، والتي عند موتها طُمرت سريعاً تحت طبقات الأرض العميقة في بيئة خالية من الأكسجين، بحيث تعرّضت إلى ضغط وحرارة هائلين، ممّا أدى فقدان المادة العضوية الناتجة من طمر تلك الكائنات إلى العديد من مكوناتها وتركّز عنصر الكربون فيها بشكل كبير جداً، ومع تزايد الضغط والحرارة على هذه المادّة ستتحول إلى مادة سائلة لزجة وكثيفة القوام، لكن هذه العملية لا تتم بين يوم وليلة بل تحتاج إلى ملايين السنين.
مكونات النفط
والبترول أو النفط الناتج من عملية طمر الكائنات الحية، هو عبارة عن مادة أو سائل لزج وكثيف القوام، لونه أسود يميل إلى الاخضرار، رائحته كرائحة البيض الفاسد، وهو قابل للاشتعال بشكل كبير، ويتكوّن بشكل رئيسي من خليط من الهيدروكربونات، ويحتوي بشكل أساسي على العناصر التالية بنسبها الموضحة:
- الكربون : والذي يشكل أعلى نسبة بحيث تصل إلى 85%-90%.
- الهيدروجين : تصل نسبته إلى حوالي 10% إلى 15%.
- الأكسجين : والذي تتراوح نسبته بين الصفر و 1.5%.
- الكبريت : والذي تقدر نسبة وجوده بـ 0.1% إلى 3%.
- النيتروجين : والذي تتراوح نسبته بين 0.1% إلى 5%.
وقد سميّ بالبترول نسبةً إلى الكلمة اليونانية (بتروليوم)، والتي تتكوّن من شقين الأول بترا ويعني الصخر، والثاني أوليوم والذي يعني النفط أو الدهن. وفيما يختص باستخدام هذا السائل والاستفادة منه، فإنه من المستحيل أن يتم استخدام النفط الخام مباشرةً بعد استخراجه، إذ يحتاج أن يخضع لعملية تدعى (تكرير النفط)، وذلك من أجل الحصول على المشتقات النفطية المعروفة والتي يمكن الاستفادة منها.