على الرغم من الأضرار العديدة التي يؤثر النفط بها على الإنسان، والبيئة على حدٍّ سواء خاصة بعد حرقه لإنتاج الطاقة، إلّا أنّه لا يزال يعتبر إلى يومنا هذا عصب الحياة، ومصدر الطاقة الأول، وتسعى دول العالم جاهدة إلى الحد من الاعتماد على النفط، بيد أنها لم تحقق إلى يومنا هذا النتائج المرجوة؛ إذ إنّ مصادر الطاقة البديلة لا تزال محدودة الاستعمال؛ نظراً لكونها خاضعة للدراسة والتطوير حتى تلائم احتياجات السكان المتنامية.
منذ اكتشاف النفط، انتقلت الدول التي تعرف اليوم بالدول النفطية إلى عهودٍ جديدة؛ فاقتصادات هذه الدول تعتمد اعتماداً كلياً عليه كمحرك أساسي لها، ومن هنا يمكن القول أن النفط لا يتواجد في كافة مناطق الكرة الأرضية بنفس الكثافة؛ فهناك دول تطفح أراضيها بهذا الذهب أسود اللون، في الوقت الذي تخلو منه أراضي دول أخرى بشكل تام.
في عالم النفط، تعرف عملية استخراج النفط من باطن الأرض بعملية استخراج النفط، وهي عملية تتولى مهمتها شركات متخصصة تستشيرها الدول وتطلب منها إجراء الدراسات والفحوصات اللازمة للكشف عن أماكن وجود النفط، وتبدأ عملية استخراج النفط بالالبحث عن الأماكن الجيولوجية التي يتوقع تواجد النفط فيها، فالنفط يتواجد في باطن الأرض ضمن ما تعرف بالخزانات النفطية، ولتحديد أماكن تواجد خزانات النفط، يقوم المختصون بإجراء تفجيرات في مناطق مجاورة، ليصار بعد ذلك إلى تحديد أماكن تواجد هذه الخزات من خلال دراسة وتحليل الاستجابة الزلزالية، كما ويمكن أيضاً الاعتماد على الزلازل التي تحدث بشكل طبيعي، أيضاً قد يتم استعمال أدوات أخرى كالأجهزة التي تقيس شدة الجاذبية الأرضية.
بعد التعرف على مكان تواجد حقل النفط، يتم حفر ثقب طويل جداً في الأرض لعمل ما يعرف ببئر النفط، ويوضع أنبوب فولاذي كبير له غطاء، وفي قاع البئر يتم حفر عدة ثقوب وهي التي تسمح للنفط بالمرور والدخول إلى البئر، كما وتوضع عدة صمامات من أجل التحكم في الضغط والتدفق، وبعد مدة من الزمن، يبدأ الضغط بالانخفاض التدريجي، وعندما يصل هذا الضغط إلى مستوى معين، يتوقف اندفاع النفط من خلال الضغط الأرضي، الأمر الذي يدفع المختصين إلى حقن السوائل في الخزان من أجل زيادة الضغط ومن ثم استخراجه.
عملية استخراج النفط ليست بالبسيطة، بل هي عملية مكلفة، وتحتاج إلى مجهودات جبارة؛ فلو تطورت وسائل الطاقة البديلة لأمكن وبكل بساطة التقليل شيئاً فشيئاً من هذه العملية التي تهدر الأموال، وتضيع الجهد، عدا عن أنها تلوث البيئة وتضر كل من يعمل فيها، ومع تنامي الوعي في كافة مناطق العالم بأخطار النفط، إلّا أنّ وطننا العربي لا يزال في ذيل قائمة من يعتمدون على مصادر الطاقة البديلة، على عكس باقي دول العالم التي قطعت شوطاً كبيراً في البدء واتخاذ الخطوة الأولى لإحلال هذه الطاقة النظيفة المريحة.