إنّ المقصود بالحجر الأسود هنا هو ذلك الحجر الموجود في الركن الجنوبي الشرقي والموضوع على جدار الكعبة المشرفة في مكة المكرمة ، ووفق المفهوم وتعريف ومعنى الإسلامي فإنّه حجر من حجارة السماء ، مما يتوافق مع المفهوم وتعريف ومعنى العلمي والذي تؤكد الأبحاث الحديثة أنّه حجر من نيزك جاء من الفضاء إلى الأرض . فتعرف على ما هى قصة الحجر الأسود وتعرف على ما هى صفاته ؟
عندما بنى سيدنا إبراهيم الكعبة بأمر من الله ، تبقى مكان حجر واحد ناقص ليكتمل البناء ، فطلب سيدنا إبراهيم من ابنه سيدنا إسماعيل أن يحضر له حجراً ، فأحضره له قائلاً له أنّ رجلاً غريباً أعطاه له ولا يتكلّم لغتهم ، وكان ذلك الرجل هو سيدنا جبريل .
والحجر الأسود عبارة عن مجموعة من القطع المتفاوتة في الحجم ويبلغ عددها ثمانية وتتكون من العقيق والزجاج الطبيعي والبازلت وكذلك من نيزك حجري ، وتبلغ أبعادهم مجتمعين ستة عشر في عشرين سنتمتر . وروي في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما يتعلق بمصدره ولونه وماهيته : "نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من الثلج فسودته خطايا بني آدم " . وفي واقع الحال فإنّ الحجر الأسود يصطبغ باللون الأسود في قشرته الخارجية فقط ، أمّا في الأجزاء الداخلية منه حتى نواته فان لونه يتسم بالبياض الناصع . وهذا ما يؤكده حديث الرسول السابق في هذا الشأن .
والمسلمون لا يتقربون للحجر الأسود من باب عبادة صريحة ومباشرة له ، فقد روي عن سيدنا عمر ابن الخطاب أنه قال : " إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك " ، وقد قال فيه الرسول أيضاً : " والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق " . وقد جاء في الحديث الشريف أيضاً عن فضائل الحجر الأسود بقول الرسول : " إنّ مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاً " ، صدق رسول الله .