الحجر الأسود هو عبارة عن حجر مثبت في الكعبة من الركن الشرقي و هو إشارة يبدأ من خلالها الطائفين و الحجيج طوافهم و ينتهي به بمقدار سبعة أشواط ، فللحجر الأسود له مكانة منذ أقدم العصور فهو مثبت بالكعبة منذ نشأتها حيث يقال قولان في هذا و يشتركان في إنه نزل مع جبريل عليه السلام في القول الأول أنزله لآدم عليه السلام حتى يؤنس فيه من وحشة الأرض و القول الآخر أنزله لسيدنا إبراهيم عليه السلام عندما رفع قواعد الكعبة فكان يالبحث عن حجر مميز يضعه كعلامة يبدأ من خلالها الطواف حول الكعبة . لذلك يعتبر الحجر الأسود من الأجرام السماوية و هو حجر من أحجار الجنة نزل إلى الأرض.
و سمي الحجر الأسود بهذا الإسم نتيجة للونه الأسود الذي تغير لونه من اللون الأبيض شديد البياض و من كثرة ذنوب العباد إسود لونه بسواد ذنوب بني آدم و قال الرسول صلى الله عليه و سلم عن الحجر الأسود (إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب)، و يقال إن الحجر الأسود صار أسوداً نتيجة حريق وقع في الجاهلية طال الكعبة و بالتالي طال الحجر الأسود فتعرض لآثار الحريق فتغير لونه إلى اللون الأسود ، و هو ما زال لغاية الآن يحتفظ باللون الأسود لكن باطنه شديد البياض ، و الزائر للكعبة يشاهد الحجر الأسود داخل طوق من الفضة لحمايته و طوق الفضة على شكل بيضاوي و أقيم الطوق الفضي في عهد عبدالله بن الزبير بن العوام عندما حكم مكة يعني أوائل ظهور و قيام الدولة الأموية .
إن للحجر الأسود مكانة خاصة عند المسلمين فهو من الحجارة الكريمة التي نزلت من الجنة التي يتوق المسلم لدخولها ، و عند موسم الحج و العمرة يتهافت المسلمين بإزدحام لرؤية الحجر الأسود و تقبيله لأخذ البركة منه حيث إن الدعاء مستجاب لأنه من الأحجار المباركة ، و ذكر في الحديث الشريف لو إن الحجر الأسود لم تلمسه و تصيبه يد المشركين و الكافرين لكان الحجر الأسود حجر الشفاء لكل داء أي لا يدع مريضاً إلا شفي بإاردة الله عزّ وجلّ ، و تعاقب على الحجر الأسود الكثير من العصور و الأحداث و الكثير من البشر فكم من أيدي البشر لمسته و طلبت البركة و التيمن بالخير و الدعاء عند رؤية و تقبيل الحجر الأسود .