الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة التي تعد فرض عين على كل مسلم قادر فيرجع تاريخ الحج في الإسلام إلى زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام فبعد أن فرغ من بناء الكعبة مع ابنه اسماعيل عليهما السلام دعيا الله أن يطهرها ويجعلها مكاناً آمناً وكما فكما قال الله عز وجل في القرآن الكريم:" وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ".
وككل كأركان وفرائض الإسلام فإنّ الحج أيضاً لا يخلو من الواجبات والأركان والسنن فالأركان هي الأمور التي لا يصح الحج إلا بها فمن تركها فإن حجه لا يكون صيحاً أمّا الواجبات فهي مجموعة من الأفعال والأمور التي لا يصح الحج إلا بها أيضاً لكن من تركها فيجب عليه ذبح شاه جزاء لتركها ولا يستطيع الأكل أو إعطاء الهدايا من هذه الذبيحة بل يجب عليه التصدق بها جميعها، أما سنن الحج فهي الأمور التي إذا قام الحاج بفعلها فله الأجر والثواب وإن قام بتركها فحجه صحيح وليس عليه شيء.
أما أركان الحج فهي أربعة عند جمهور الفقهاء أولها الإحرام وهو يعتبر النية للدخول في الحج فلا يصح أي فعل في الإسلام كما نعلم من دون النية للدخول به، وثانيها وقوف عرفة فكما قال صلى الله عليه وسلم"الحج عرفة"، وثالثها طواف الإفاضة ويكون في يوم العيد وآخرها السعي بين الصفى والمروة وهو السعي الذي يقع بعد طواف الإفاضة.
أما واجبات الحج فهي الإحرام من الميقات وهي الأماكن التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم لمن أراد الإحرام للحج أو العمرة أما من كان من أهل مكة فيقوم بالإحرام منها من مسجد التنعيم، والوقوف بعرفة حتى وقت الغروب والمبيت بمزدلفة ليلة العيد أو ما يعرف بليلة النحر لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لمن لهم عذر فقط بعدم المبيت في مزدلفة تلك الليلة مما يدل على وجوبها لمن لا عذر له.
ومن الواجبات الأخرى للحج هي رمي الجمرات والمبيت بمنى ليالي التشريق وهي الجمرة الصغرى والجمرة الوسطى والجمرة الكبرى أو ما تعرف أيضاً بجمرة العقبة ويعد هذا النسك إقتداء بسيدنا إبراهيم وزوجه هاجر وابنه إسماعيل عليهم السلام والنبي صلى الله عليه وسلم من بعدهم وهو يدل على مقاومة الإنسان المؤمن لوساوس الشيطان، ومن الواجبات الأخرى هو الحلق أو التقصير للرجل والتقصير للمرأة ويفضل الحلق على التقصير فقد دعا الرسول عليه الصلاة والسلام للحالق ثلاثاً وللمقصر مرة واحدة، وآخر واجبات الحج هو طواف الوداع والذي يختلف عن طواف الإفاضة فهو يكون آخر ما يفعله الحاج قبل مغادرة مكة.