الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة التي بني الإسلام عليها، ففرض صيام رمضان في السنة الثانية للهجرة، وفضّله الله على العديد من الأعمال فهو من أكثر الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل وخاصة صوم شهر رمضان الفضيل فكما روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال:" من صام رمضان إيماناً وإحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
وكتعرف ما هو معروف في الإسلام فإنّ كلّ فرض له أركان وواجبات وسنن ولا يختلف الصوم بهذا عن باقي الشرائع التي فرضها الله عز وجل فيجب لقبول الصيام أن يحتوي على ركنين أساسيين لا يمكن حدوثه من دونهما هما النيّة والإمساك.
أمّا النية فهي ركن أساسي لأي عمل يريد العبد التقرب من الله من خلاله, والنية في اللّغة معناها القصد وهو عزم القلب من غير تردد والدليل على وجوب النية لكل الأعمال، فمن كانت نيته من الصيام من أجل الظهور أمام الناس فلا صوم له لأنّ نيته لم تكن خالصة لله عز وجل، أمّا من كانت نيته من الصيام هي التقرب إلى الله عز وجل ونيل المغفرة، فإنّ الله عز وجل يجزيه على قدر نيته وأحسن منها فقد اختص الله الصوم بأن لم يحدد له أجراً معيناً كالصدقة على سبيل المثال بل إنّ أجره بين العبد وربه.
أمّا الركن الثاني من أركان الصيام قهو الإمساك وهو يعني الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس أو كما قال الله تعالى:" وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل" وقد فسر الرسول صلى الله عليه وسلم وقت الإمساك والإفطار عندما تساءل الناس عن معنى هذه الآية وكما أنّ أحد أصحابه عليه الصلاة والسلام قام بوضع خيطين أسود وأبيض بجانبه ليتيقن من وقت الإمساك فأخبرهم الرسول أن وقت الإمساك هو وقت طلوع الشمس من الفجر وهو في أيامنا الحالية الأذان الثاني من الفجر، أمّا الإفطار فهو وقت غروب الشمس أي آذان المغرب، والمفطرات التي يجب الإمساك عنها في نهار رمضان أو الصيام بشكل عام تشتمل على الطعام الشراب والجماع.
أما شروط الصيام والتي تجعل الصيام واجباً على العبد هي البلوغ والإسلام والعقل وقدرة على الصيام بحسب الشافعية، أمّا مبطلات الصيام والتي تجعل الصيام غير صحيحٍ هي الأكل والشرب العمد والجماع في نهار رمضان والحيض والنفاس والولادة والإغماء والقيء المتعمد، كما يحل إفطار نهار رمضان في حالات كالحيض والنفاس والسفر والمرض أي عدم القدرة على الصيام والرضاعة أو الحمل