الصلاة هي عمود الدين وهي أوّل ما يُسأل الله عنهُ العبد يوم القيامة، وقد ترتّب على تركها أحكام شرعيّة تلحق بتارك الصلاة وتصل إلى درجة الكفر، ولا يترك الصلاة إلاّ من أراد أن تنقطّع الصّلة بينهُ وبين الله وبالتالي فقد خسر خسراناً مبيناً.
والصلاة التي فرضها الله جلّ جلاله علينا هيَ خمس صلوات في اليوم والليلة، وهي صلاة الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفي موضوعنا هذا سنتطرّق إلى صلاة الوتر والقنوت فيها، فتعرف على ما هى صلاة الوتر.
صلاة الوتر
كانّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يدع صلاة الوتر وهيَ سُنّةٌ مؤكّدة عنُ صلّى الله عليه وسلّم، وصلاة الوتر هي ركعة على الأقل يركعها المسلم من الليل ويفضّل أن تكون في الثلث الأخير من الليل وتجوز بعد صلاة العشاء، ويجوز أن تكون صلاة الوتر ثلاث، أو خمس، أو سبع، أو تسع ركعات.
وقد كانَ أبو بكر الصديق رضيَ الله عنه يصلّي الوتر قبل أن ينام وكانَ عُمر رضيَ الله عنه يصلّيها بعد النوم، فلم يُنكر عليهما النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بل أثنى على كليهما.
القنوت في الوتر
أمّا القنوت فهو في اللغة يعني الدعاء وأيضاً القيام مع الذكر والدعاء، وقد صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القنوت شهراً كاملاً يدعو على حيٍّ من أحياء العرب بعد غدرهم وقتلهم لصحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويكون القنوت بعد الصلوات المكتوبة في حالات النوازل والمصائب.
أمّا القنوت في الوتر فهوَ الدُعاء في صلاة الوتر ويكون هذا الدُعاء قبل الركوع بخلاف القنوت الذي يكون في الصلاة المكتوبة، حيث يكون بعد القيام من الركوع، والدليل الشرعيّ في أن القنوت في الوتر يكون قبل الركوع هوَ الحديث الصحيح الذي يرويه أبيّ بن كعب :(أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قنتَ في الوتر قبل الركوع)، ويكون القنوت في الوتر بأنّ تدعو الله عزَّ وجلَّ بما شئت من الدُعاء ويُستحبّ أن ندعوا بالدعاء الذي علّمهُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للحسن بن عليّ رضي الله عنهً وهو : (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما اعطيت، وقني شرَ ما قضيت، فإنّك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك، وإنّهُ لا يذلّ من واليت، تباركت ربنا وتعاليت).
وفي القنوت يكون الدعاء إلى الله بقيامك بين يديه خصوصاً في ثلث الليل وهوَ الاحسن وأفضل خصوصاً إذا أمنت عدمَ النوم قبل أداء الوتر.