يتعرض الإنسان خلال حياته إلى السهو و النسيان ، فهذان الامران مما يميز الإنسان ، و قد اشتهر بهما بشكل واسع وكبير، و نظراً لأن الله تعالى يعلم حقيقة الإنسان أكثر مما يعلمها الإنسان عن نفسه، فقد راعى الله تعالى موضوع نسيان الإنسان و سهوه و ربما عدم تركيزه و تشتت ذهنه لسبب أو لآخر، حيث تظهر مراعاة الله تعالى لهذا الموضوع في العديد من التشريعات و الشعائر التي كتبها الله تعالى على المسلمين، و منها فيما يتعلق بالسهو أثناء الصلاة ، فمن منا لا يسهو أو يشت ذهنه و تركيزه و ينسى كم ركعة صلى أو أنه ينسى أن يقوم بالسجود مرتين أو ينسى الركوع أو ينسى أي ركن آخر من أركان الصلاة.
و تسهيلاً على المسلم ، فقد شرع الله تعالى ما يسمى بسجود السهو ، و هذا السجود يكون لتعويض خلل فعله الإنسان خلال صلاته بطرق ووسائل متعددة و مختلفة قد تكون على شكل الزيادة إلى الصلاة كان يزيد الإنسان ركعة في الصلاة أو عن طريق النقصان كان ينسى ركعة ، أو عن طريق الشك فهو لا يدري هلى صلى كما يجب أم لا .
أما في حالة الزيادة، فإذا تنبه المصلي و هو يؤدي الزيادة أنه قد أنهى الواجب و هو الآن في الزيادة فإنه يتوقف عن أدائها فوراً و يسجد سجدتين للسهو قبل أن يسلم أو بعدها ، أما إذا تنبه بعد انقضاء الصلاة أنه قد زاد فإنه يسجد سجدتين فقط، أما إذا تنبه أثناء الصلاة و لكن بعد أن انتهى مما زاده فيكمل صلاته بشكل طبيعي و لكن يسجد سجدتين قبل ان يسلم.
و للنقصان حالات تختلف بحسب ما تركه هل هو ركن أم واجب من واجبات الصلاة، ويختلف أيضاً أين تذكر المصلي انه قد نسي الركن او الواجب، ففي نقص الأركان إذا نسي المصلي ركناً غير تكبيرة الإحرام، فإن تذكرها في الركعة التالية وهو في نفس مكان الركن الذي قد نسيه من الركعة السابقة، اعتبرت هذه الركعة هي الركعة التي سبقتها ولغيت هذه الركعة أما في حال تذكرها في الركعة التالية للركعة التي كان قد نسيها فيها فإنه يقوم بأداء ما نسيه وأداء ما بعده ثم يكمل صلاته ويسجد للسهو قبل التسليم.
أما في نقصان الواجبات فإن ذكره قبل ان يفارق موضعه الركن الذي تركه من الصلاة عاد وأداه اما إن تركه خلال الركعة التالية أكمل صلاته وسجد سهواً قبل التسليم.
اما في حالة شكه زيادة او نقصان، فإنه يعمل على ترجيح و الثبات على احد الامرين فيعمل على تأديته و من ثم يسجد للسهو قبل التسليم أما إذا شك ثم تيقن انه قد أدى الصلاة كما ينبغى فيجب عليه أن يسجد للسهو فقط قبل التسليم.
