صلاة الوتر هي مما ورد عن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم -، حيث إن المسلمين قد انقسموا في نظرتهم إلى صلاة الوتر فهناك من قال بأنها من العبادات الواجب أداؤها، وقد استند هذا الفريق على أدلة شرعية متعددة من ضمنها أحاديث الرسول الأعظم التي أكد فيها على أهمية وفائدة صلاة الوتر وضرورة تأديتها من قبل المسلمين، كما استدلوا على وجوبها بسبب حرص الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – على أدائها باستمرار ، أما الذين قالوا بأنها من السنن المؤكدة فقد استندوا أيضاً إلى أدلة شرعية منها الحديث الذي ذكره الإمام النسائي – رحمه الله – والذي رواه عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الصحابي الجليل – عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – والذي جاء فيه: " خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عهد عند الله، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة " ووجه الاستدلال على سنية صلاة الوتر وليس وجوبها نابع من ان الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يذكر صلاة الوتر من ضمن هذه الصلوات المفروضة وبالتالي استنبط هؤلاء المختصون أن صلاة الوتر سنة مؤكدة وليست واجبة.
كلمة الوتر لغة تعني العدد الفردي والأعداد الفردية هي الواحد و الثلاثة و الخمسة و السبعة و التسعة و الإحدى عشر و الثلاثة عشر ... إلخ، و من هذا المفهوم وتعريف ومعنى جاءت التسمية، إذا ان عدد ركعات صلاة الوتر التي كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يؤديها هي بنفس الأعداد السابقة حيث ان أكثر عدد من الركعات أداه هو ثلاثة عشر ركعة في حين كان أقل عدد من الركعات هو ركعة واحدة فقط، ولكن المستحب هو ثلاثة ركعات متصلة بدون تشهد وجلوس يتوسطها، أي ان هذه الصلاة لا تؤدى كصلاة المغرب وإنما بركعات متصلة.
كما أن هناك دعاء يقرأ في الركعة الأخيرة من ركعات صلاة الوتر، تحديداً قبل السجود وبعد الانتهاء من الركوع يقول المسلم فيه: " اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي بالحق و لا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تبارك ربنا وتعاليت لك الحمد على ما أعطيت وأستغفرك ربي من جميع خطاياي و أتوب إليك "