مرض الإيدز هو أحد أكثر الأمراض الوبائيّة خطورةً في العالم عبر التاريخ المعاصر؛ حيث إنّ انتشار هذ المرض أدّى إلى وفاة ملايين الأشخاص حول العالم منذ ثمانينيّات القرن الماضي وحتى اليوم، وقد أنفقت الحكومات حول العالم مليارات الدولارات من أجل الحدّ من انتشار هذا المرض الفتّاك، إلّا أنّ الجهود التي تبذلها الدول في مجالات الرعاية الصحيّة والتوعية والتحديث لا تؤثّر بشكلٍ فعّال في الحد من الانتشار المستمر لهذا المرض، خاصّةً في الدول الفقيرة في غرب إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
انتشار عدوى الإيدز
توجد العديد من الما هى اسباب لانتشار العدوى بهذا المرض الّذي يسبّبه فيروس يسمّى بفيروس نقص المناعة المكتسبة أو ( إتش أي في)، وينتقل هذا الفيروس إلى الجسم عن طريق الدم أو امتصاصه بواسطة الأغشية المخاطية في الجسم في بعض الحالات ومنه إلى مجرى الدم؛ حيث يقوم الفيروس بالقضاء على الخلايا المناعيّة والجهاز المناعي للجسم بشكلٍ تدريجيّ يؤدي في النهاية إلى ظهور المرض الّذي يعرف بالإيدز، أو متلازمة العوز المناعي المكتسب.
مكتشف فيروس الإيدز
يرجع اكتشاف هذا المرض إلى بدايات ثمانينيّات القرن العشرين؛ حيث قام أحد الأطباء الفرنسيين الّذي يدعى لوك مونتنييه باكتشاف سبب إصابة بعض الحالات بأمراض بكتيريّة وفيروسيّة يمكن للجهاز المناعي مجابهتها بكلّ سهولة، وأرجع ذلك إلى مرض فيروسي يهاجم الخلايا المناعية في جسم الإنسان، ومن بعدها توالت الأبحاث على هذا الفيروس في المختبرات حول العالم إلى يومنا هذا.
طرق ووسائل انتقال الإيدز
إنّ أهم طرق ووسائل انتقال الفيروس المسبّب لمرض الإيدز تكون عن طريق الاتّصال الجنسي بكلّ أشكاله؛ حيث ينتقل الفيروس عن طريق السوائل المنويّة أو المهبلية إلى الطرف الآخر من العلاقة بواسطة الجروح الدقيقة في الأعضاء التناسليّة، أو امتصاص الأغشية المخاطيّة للفيروس، وهذا يفسّر النسبة الضخمة للإصابة بهذا المرض بين الشواذ جنسياً من الذكور، وتعتبر حالات انتقال المرض بسبب الاتّصال الجنسي غير الآمن النّسبة الأكبر من حالات الإصابة حول العالم في الأعوام الأخيرة.
وينتقل المرض أيضاً عن طريق الدم الملوّث الّذي ينتقل من شخص إلى آخر، فنجد أنّ المناطق الفقيرة التي لا توجد فيها تجهيزات طبيّة للتعقيم خاصّةً في عيادات الأسنان ينتقل فيها المرض بشكل كبير، كذلك المدمنين الّذين يتعاطون المواد المخدّرة عن طريق مشاركة الحقن، أيضاً هناك العديد من الحالات التي تمّ انتقال الفيروس إليها بواسطة نقل الدم الملوّث بالمرض في بعض الدول الفقيرة. وهناك العديد من الحالات التي لا يمكن تحديد توقيت إصابتها بالمرض بدقة نظراً لفترة الحضانة الطويلة للفيروس في الجسم التي تصل إلى عشر سنوات.