أوروبا الشرقيّة هي منطقة من مناطق قارة أوروبا، وهي تشمل شرق ووسط القارة، وقد اشتهرت هذه المنطقة الجغرافية في سنوات الحرب الباردة بـ "الدول الشيوعية"، والتي كانت بقيادة ( الاتحاد السوفيتي )، وهي تضم روسيا، وبولندا، وأوكرانيا، والتشيك، ورومانيا، وسلوفاكيا، وليتوانيا، والمجر، وإستونيا، وغيرها من الدول التي تفكّكت بانهيار الاتحاد السوفيتي. وفي مقالنا هذا سنتعرّف على إحدى دول هذا الاتحاد سابقاً، ألا وهي دولة "أوكرانيا".
أوكرانيا تعتبر الدولة الثانية من دول أوروبا الشرقيّة من حيث المساحة، يحدّها من الشرق ( روسيا )، بينما يحدّها من الشمال دولة ( بيلاروسيا )، وتحدّها دولتا (بولند )، و ( سلوفاكيا ) من جهة الغرب، بينما يحدّها من جهة الجنوب الغربيّ دولتا ( رومانيا ) و ( مولدوفا )، و( البحر الأسود ) و ( بحر آزوف ) من جهة الجنوب في البلاد. عاصمة هذه البلاد هي مدينة ( كييف )، وهي أكبر مدينة في البلاد، وهي من البلاد التي كانت قد خضعت للاحتلال والسيطرة الروسية، وكذلك تعرضت للسيطرة ( النمساويّة الهنغاريّة )، وقد كانت تمتلك قوة كبيرة لكنها خسرتها بعد حرب ( الشمال العظمى ) في القرن التاسع عشر الميلادي وهو ما يسمّى لديهم ( بالعصر الذهبي )، والذي كانت هذه الدولة فيه بأوج قوتها وحضارتها بقيادة القبائل السلافية.
يزيد عدد سكان هذه البلاد عن ست وأربعين مليون نسمة حالياً من أصول أوكرانيّة فيها، مع وجود أقليّات أخرى كالروس، والرومان، وغيرهم. وتعتبر اللغة الأوكرانيّة اللغة الأولى والرسمية في البلاد، وهناك استخدام أيضاً للّغة الروسيّة بحكم احتلالها لسنوات طويلة. أمّا الدين الرسمي في البلاد فهي الديانة المسيحيّة الأرثوذكسيّة الشرقيّة، والتي أثّرت بشكل واسع المدى على كل مجالات الحياة فهيا، سواء في الأدب، أو الموسيقى، أو العمران، وغيره.
أمّا فيما يتعلّق باقتصاد هذه الدولة، فهو الاقتصاد الثاني الأقوى بعد روسيا، وقد اعتمد الاتحاد السيوفيتي في السابق كثيراُ على صادرات هذه الدولة وإنتاجاتها في زيادة قوته الاقتصادية والماليّة. أمّا في أيامنا هذه فقد استطاعت أوكرانيا بعد سنين طويلة استعادة قوتها الاقتصادية بعد انهيار الاتحاد، وهي تُنتج وتصدّر حالياً أنواع كثير من السيارات، ووسائل النقل الأخرى حتّى الفضائية منها، كما وتصدّر البلاد كميات كبيرة من النفط، والغاز الطبيعيّ ومصادر الطاقة الأخرى. وهي تحتل المرتبة الثامنة في العالم من حيث عدد السياح الذين يرزون البلاد سنوياً لزيارة أهم المعالم الثقافية والتاريخيّة الأثرية في البلاد، بالإضافة إلى عجائب أوكرانيا السبعة.
كما قلنا سابقاً فإنّ الأدب والموسيقى والثقافة بشكل عام تأثرت بالديانة المسيحية، وقد كان الأدب فيها في أوج حضارته في العصر الذهبيّ ( عصر روس كييف ) وكان الدين المسيحيّ الموضوع الأساس في كتبهم وأدبهم ورواياتهم، وقد تطوّر هذا الأدب وشهد عصوراً أُخرى من الانحطاط كذلك في عصور ضعف الدولة، ويعتبِر الأوكرانيون الرواد في مجال ( القصائد الملحميّ )، وقد كانت الكتابة باللغة الروسية في بعض السنين خاصة في عصر سيطرة الاتحاد السيوفيتي، ثمّ عاد إلى أوج قوته بعد ذلك، ويعتير ( شيفتشينكو ) رائد ووالد النهضة الوطنيّة الأدبية. وقد كان للأوكرانيون أيضاً أثرهم البالغ الأهمية وفائدة في مجال الموسيقى الشعبيّة والكلاسيكيّة، ومن أهم روادها ( تشايكوفسكي ) و ( أوكين زي ). وكذلك فإنّ الأوكرانيين هم روّاد رقصة ( البولكا )، ورقصة ( كسارة البندق ).