الفاتيكان أو دولة مدينة الفاتيكان بحسب الاسم الرسمي هي المدينة الوحيدة المستقلّة في العالم، وإحدى أربع دول تقع بالكامل داخل دولة تحيط بها من جميع النواحي وهي دولة إيطاليا. دولة مدينة الفاتيكان جزء من مدينة العاصمة الإيطالية روما، وهي عبارة عن أربعة وأربعين هكتاراً في وسط المدينة يحيط بهم سور حجري خاص. ويعيش في مدينة الفاتيكان حوالي ثمانمائة شخص، وبذلك فإنّها أصغر دولة في العالم من حيث المساحة وعدد السكان.
إنّ مدينة روما التاريخيّة كانت تحيط بها سبع تلال شكّلت حدودها الطبيعيّة، وكانت الفاتيكان إحدى الهضاب الواقعة خلف تلك التلال لتشكّل أحد ضواحي المدينة، وتقع هضبة الفاتيكان على ضفة نهر التيبر. ودولة الفاتيكان الحالية استمدّت اسمها من اسم تلك الهضبة القديمة، كما وقد تمّ بناء كنيسة صغيرة في البداية وهي كنيسة القديس بطرس، التي تحوّلت فيما بعد إلى كاتدرائية ضخمة في القرن السادس عشر. ولم تنتقل البابوية إلى الفاتيكان بشكل رسمي دائم إلا في بدايات القرن الخامس عشر في مرحلة وسطى من تاريخ الكنيسة أعقبت فترة من الانشقاقات الكنسية، وكان المقر الرسمي للكنيسة الكاثوليكية قبل ذلك الوقت في مدينة روما ذاتها في قصر لاتران. بعد الانتقال إلى الفاتيكان بدأت عملية الإنشاءات في تلك المنطقة حيث تمّ إنشاء المباني وتخطيط الحدائق البابويّة وغير ذلك ممّا يوجد في مدينة الفاتيكان اليوم.
حدود مدينة الفاتيكان مع روتعرف على ما هى السور الذي يحيط بالفاتيكان من جميع الجهات تقريباً، ماعدا المنطقة الفاصلة بين ساحة القديس بطرس ومدينة روما غير المسوّرة والتي تمّ الاستعاضة عن السور بدهان خط أبيض على الأرض لترسيم الحدود، إنّ تلك الحدود التي تم ترسيمها بشكل رسمي في عام ألف وتسعمائة وتسعة وعشرين وُضعت على أساس السور القديم الذي تم ّبناؤه في عهد البابا بولس الثالث في القرن السادس عشر الميلادي، وكان بناء ذلك السور حول المدينة يرجع في الأساس إلى القرن التاسع بغرض حماية ضريح القديس بطرس بحسب التقاليد المسيحيّة.
إنّ المكانة العالية للفاتيكان قد اكتسبتها من الموقع الذي شهد بحسب التقاليد المسيحيّة الكاثوليكيّة صلب ودفن القدّيس بطرس، وذلك في عهد الإمبراطور الروماني نيرون، وقد وُجد مزار لضريح القديس بطرس على هضبة الفاتيكان قديماً قبل أن يتم بناء الكاتدرائية في تلك المنطقة، ومن خلال البحوث والتنقيبات الأثرية الحديثة تمّ اكتشاف رفات يعتقد علماء الآثار بأنّه يرجع إلى القدّيس بطرس ذاته الذي مازال ضريحه موجوداً أسفل الكاتدرائية.