البوسنة أو جمهورية البوسنة والهرسك هي إحدى جمهوريات الاتحاد اليوغوسلافي سابقاً، وتقع البوسنة في جنوب شرق أوروبا في منطقة البلقان، حيث يحدّها من ثلاثة جهات هي الشمال والغرب والجنوب دولة كرواتيا، ومن الشرق صربيا، وغرباً تحدها جمهورية الجبل الأسود، مما يجعلها دولة حبيسة لولا منطقة لا تزيد عن ستة وعشرين كيلومتر تطل على البحر الأدرياتيكي، وطبيعة البلاد الجغرافية تمتاز بأنها غير مستوية حيث تتنوع ما بين الطبيعة الجبيلة في وسط وجنوب البلاد، و شمال غرب البلاد توجد العديد من التلال. بالإضافة إلى الغابات التي تغطي منطقة مساحتها تقدر بنصف مساحة الدولة.
أما عن المناخ في البوسنة فهو يختلف بين كل من إقليم البوسنة وإقليم الهرسك، حيث يسود في البوسنة مناخ قارّي معتدل حار في فصل الصيف وفي الشتاء يمتاز بالبرودة التي تصاحب هطول الثلوج. أما في مقاطعة الهرسك التي تقع في تقع في أقصى جنوب الدولة فهي تمتاز بمناخ البحر المتوسط الذي يمتاز بالدفء النسبي في فصل الشتاء مع هطول الأمطار، والحرارة الجافة في فصل الصيف التي قد يلطفها هبوب الرياح من جهة البحر.
أما عن طبيعة التركيبة السكانية في البوسنة والهرسك فهي غير مستقرة إلى حد كبير منذ اندلاع الحرب الأهلية وما بعدها، حيث تتكون البوسنة والهرسك من إجتماع ثلاثة عرقيات مختلفة وهي: البوشناق، والصرب، والكروات. ولا يزال بين تلك العرقيات العديد من المشاكل وعيوب التي تتجلى في الأمور السياسية حالياً بعد فترات عمت فيها مذابح التطهير العرقي بشكل أفزع المجتمع الدولي في ذلك الوقت.
أدت التركيبة السكانية والموقع الجغرافي في وسط الاتحاد اليوغوسلافي السابق إلى ظهور مشكلة كبرى في الاقتصاد البوسني بعد انتهاء الحرب البوسنية، حيث واجهت جمهورية البوسنة والهرسك العديد من الصعوبات في بناء الدولة التي تم تفتيت بنيتها التحتية ومواردها في فترة الحرب، بالإضافة إلى أنّ اقتصادها في تلك الفترة كان اقتصاداً مخططاً تم وضعه بواسطة الحكومة الشيوعية فزادت فيه الصناعات العسكرية بشكل كبير ، أما بعد الاستقلال فإنّ تلك الصناعات لم يعد لها مكان يذكر لعدم وجود الاتحاد اليوغوسلافي، فضلاً عن أنّ الزراعة البوسنية صغيرة وهشة وتمتاز بعدم كفاءة المزارعين مما أدّى إلى الاعتماد الكلي على المنتجات الزراعية المستجلبة من الخارج. وتقوم الحكومة بجهود كبيرة لموجهة الخطر الاقتصادي في البلاد، الأمر الذي نجحت فيه بشكل نسبي وبدأ الاقتصاد في استعادة عافيته بعد مرحلة التسعينيات المدمرة.