أشهر المدن الأثرية في العالم هي مدينة وليلي، وهذه المدينة هي إحدى المدن المغربية الأثرية، وتقع مدينة وليلي الأثرية على بعد ما يقارب الثلاث كيلومترات إلى الغرب من مدينة مولاي ادريس زرهون إحدى أكبر المدن المغربية، وقد ساهمت العديد من الظروف الطبيعية في قيام الإنسان بالاستقرار في هذه المدينة وهذا الموقع، وقد كان ذلك منذ زمن طول، وعهد قديم جدا.
وقد كان من أهم الأمور التي ساعدت الإنسان على الاستقرار في هذا المكان، وهذه المدينة، هي وفرة وجود الماء، فهذه المدينة تحتوي على عدد من الوديان، منها: وادي الخمان، ووافرطاسة، وتحتوي أيضا على الأراضي الزراعية الشاسعة، وأيضا مما ساعد الإنسان على العيش في هذه المدينة، والاستقرار فيها منذ القدم، هو وجود كل مقومات الحياة فيها من المأكل، والمشرب، ومواد البناء التي تقع في محاجر جبل زرهون، والتي تمثل ثروة كبيرة في مواد البناء، بالإضافة إلى كل ذلك إشراف هذه المدينة على منطقة فلاحية خصبة .
وقد سبق أن ذكرت هذه المدينة الأثرية في عدة مصادر وكتب تاريخية، وكانت الحفريات الأركيولوجية التي قد جرت في هذه المدينة، والتي كانت قد أقيمت في الموقع منذ بداية هذا القرن، قد كشفت وجود عدة بنايات عمومية، وأخرى خاصة تدلل وترجح على أن الاستيطان في هذه المدينة الأثرية يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، كما تدل على ذلك إحدى النقائش البونيقية .
وكانت مدينة وليلي قد شهدت إبان حكم الملك يوبا الثاني ونجله بطليموس الأمازيغي، ما بين العام 25 والعام 40 قبل الميلاد، ازدهارا عمرانيا كبيرا جدا، حيث إن هذا العمران وهذا الازدهار فيها، كان قد أهلها لكي تصبح عاصمة لـ موريطانيا الطنجية بعد العام 40 ق.م، وكانت مدينة وليلي قد عرفت خلال فترة حكم الأباطرة الرومان تطورا كبيرا وازدهارا ملفتا، حيث إنه قد تم بناء كثير من المعابد، والكنائس، والمحاكم، والقصور، والحمامات في تلك الفترة، بالإضافة إلى قوس النصر الذي يعد من أشهر المعالم الأثرية في هذه المدينة، وكذلك شهدت هذه الفترة أيضا بناء المنازل المزخرفة، والمزينة بلوحات الفسيفساء، ومعاصر الزيتون .
كما كانت الحفريات في هذه المدينة الأثرية قد كشفت عن بنايات ضخمة، وأشياء أثرية عديدة ومختلفة، وكانت هذه الأشياء قد شملت الأواني الفخارية، والأمفورات، والنقود القديمة، ومجومعة كبيرة ومهمة جدا من المنحوتات الرخامية والبرونزية، التي تشكل الآن أهم المعروضات في المتحف الأثري في مدينة الرباط .
وتعد مدينة وليلي إحدى أهم المدن الأثرية في العالم، حيث إنها تكتسب موقعا خاصا، وذلك من حيث أهميته التاريخية والجغرافية والأركيولوجية والسياحية ونحو ذلك، إذ أن المدينة تمثل أحد أهم المواقع الأثرية في المغرب، والتي يقصدها السياح من كل مكان، وقد حظيت هذه المدينة في العام 1997م بانضمامها إلى مواقع التراث العالمي .