والصلاة والسلام على أشرف المرسلين من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن يجد له ولياً مرشداً ، مدينة تلمسان ، هي مدينة لطالما كانت من اللاتي أنتجن معالم معروفة ومشهورة من شخصيات دينية أمثال محمد بن يوسف السنوسي ، وشخصيات سياسية مثل أبو بكر بلقايد ، وشخصيات أدبية مثل الكاتب وسيني لعرج ، ومؤسسين الأحزاب السياسية مثل مصالي الحاج ، ورجال أعمال أمثال دافيد شربيط ، والعلماء المتصوفون مثل محمد الهاشمي ولاشك أن مدينة تلمسان هي من المدن التي أحبها الزوار وتمنوا البقاء فيها بعد أن قضوا فيها اجمل وافضل الأوقات وقد تمركز المحتل فيها منذ القدم وعملوا على إحتلالها مرارا وتكرارا ويعود هذا إلى أهميتها الإستراتيجية والمهمة في بلاد المغرب ، وقد قيل الكثير عن هذه المدينة الساحرة التي كانت من المدن التي قيل عنها الكثير وكتب عنها الأساطير وأيضاً عرفت بإسم أرض الملاحم والبطولات ، لقبت بملكة غرناطة وجوهرة المغرب العربي وتعني كلمة تلمسان البئر الجاف وهي كلمة تعود للأصل الأمازيغي أو البربري ، وهذه المدينة قريبة جداً من حدود المغرب وهي من أهم المدن في المغرب .
وتأسست هذه المدينة في القرن الرابع الميلادي على يد الرومان وبني فيها كنيسة رومانية كاثوليكية كبيرة قبل أن يغزوها الفنداليون ومن بعدها يأتي الفتح الإسلامي وكان هذا في القرن الثامن الميلادي ومن بعدها أصبحت المدينة تحت الحكم الإسلامي .
كانت هي عاصمة مملكة تلمسان التي سيطرة على جميع مناطق سلسلة جبال الأطلس والتي وصلت إلى حدود تونس .
وكانت تلمسان بعدها من المدن التي إستضافت عدداً كبيراً من الآلاف الهاربين من التوغل الصليبي في ذلك العهد من قرطبة وغرناطة ولعبت دوراً مهماً في فترة سقوط الأندلس .
ولكن لسوء الحظ سيطر الإسبان عليها على أثر سيطرتهم على دويلات مدن بلاد المغرب إثر إنهيار الأندلس من المسلمين ولكن أنقذها العثمانيون عندما سيطروا على تلمسان ونالت المدينة نوع من الإستقلال في ذلك العهد حتى إحتلها الفرنسيون وظلوا فيها حتى الستينات من القرن العشرين عندما نالوا الإستقلال ليحملوا ذلك التنوع الإنساني واسع النطاق الذي ظهر في الثقافة والأدب والعادات الإجتماعية المعهودة .
وكان من عهد هذه المدينة أن تحتضن الدول الإسلامية وحملت لواء الوصل بين حاضر الشعوب وماضيها وتقوية وتنمية الثقافة الاسلامية من خلال القيام بعروض دينية ومحاضرات تاريخية وإسلامية ومسابقات تثقيفية ومعارض للكتب من جميع الدول لتثمين الثقافة الاسلامية وتوحيد الأمة الاسلامية جمعاء التي ستعمل على تحريك روح الحب والمودة والألفة بين الدول الإسلامية كاملة وخاصة الدول العربية .
وقد كانت هذه المدينة من المدن التي تفننت الطبيعة في تكوين المدينة وإعطائها الشكل الفني الساحر والخلاب الذي يعرفه الزوار والسياح جيداً وهذا جعلها تتربع على رأس قائمة المدن السياحية .
ومن هذا المنطلق أدعوا كل من يرغب في الإستجمام أن يزور مدينة مثل هذه جمعت بين الماضي والمستقبل