بداية ألم الطلق
يبدأ الرحم خلال الفترة الأخيرة من الحمل في الانقباض بدرجة واضحة قوية تُشعِر الحامل بالألم والإرهاق، وتتوالى هذه الانقباضات حتى مع كثرتها تشعر الحامل بأن الوقت حان لبدء عملية الولادة، والغرض من هذه الانقباضات توسيع عنق الرحم تدريجياً استعداداً لبدء الولادة، ومن التغيرات التي تحدث في هذه الفترة بالجسم:
- الشكوى من إسهال خفيف.
- الشعور بتدلي رأس الجنين لأسفل بين الفخذ.
- الشكوى من ألم الظهر بوضوح.
- حدوث تحسن بحالة التنفس؛ لنزول رأس وجسم الجنين لأسفل خلال الحوض استعداداً للولادة.
- خروج إفراز مخاطي مخلوط ببعض الدم من المهبل، وهو ما يظهر عادة خلال أسبوع قبل بدء الولادة، ويُمثل إحدى علامات و دلائل اقتراب الولادة.
تمارين رياضية لتخفيف وانقاص الآلام
خلال الشهرين الأخيرين من الحمل ينصرف تفكيرك عادة إلى عملية الولادة، وطريقة الاستعداد لها بالتمرينات الرياضية، التي تساعد جسمك على التهيؤ لعملية الولادة، حيث إنّها تعمل على شد عضلات البطن والحوض من خلال مجهود مشابه لما يحدث خلال عملية الولادة، ومن أهم التمارين:
- تمرينات البطن والظهر: استندي على الأرض باليدين والركبتين، بحيث تكون اليدان متباعدتان بمسافة عرض الكتفين، وجعل الركبتين متباعدتين بمسافة عرض الحوض، مع شد البطن للداخل بحيث يستدير أسفل الظهر، ثم قومي بتحريك الحوض (الأرداف) حركة دائرية لبضع دقائق، ثم تحريكه للخلف، ثم للأمام، ثم من جانب لآخر بحركات تدريجية خفيفة.
- تمرينات الحوض: ارقدي على ظهرك فوق الأرض، مع ثني الركبتين لأعلى، وتثبيت القدمين على الأرض، بحيث تكونان متباعدتين بمسافة عرض الحوض تقريباً.
قومي تدريجياً بشد العضلات ما بين الفخذين كأنك تقاومين الرغبة في التبول، مع الاحتفاظ بهذا الوضع لمدة 10 ثوان، ثم الاسترخاء وتكرير العملية. تدليك الحوامل: يعتبر المساج (التدليك) من العلاجات البسيطة الفعّالة خلال فترة الحمل، وبالذات في الأشهر الأخيرة التي تعين على الولادة الميسّرة بإذن الله. فالتدليك وسيلة هامّة فعالّة تعمل على استرخاء العضلات المتقلصة، وتسكين الآلام، وتنشيط الدورة الدموية؛ ممّا يؤدي إلى الانتعاش، وزياد النشاط والحيوية، وهو ما تحتاج إليه الحامل بشدة أثناء حملها، كما يفيد إجراء التدليك في مقاومة الألم الناتج عن تقلصات الولادة؛ فضربات التدليك المنتظمة الخفيفة تساعد على تلطيف الحمل، وتهدئة حركات التنفس فيما بين نوبات التقلصات.
طريقة إجراء التدليك للحامل
لمساعدة حركة اليد على الجسم يستخدم زيت نباتي أو كريم مرطب يُدلّك به الجلد، ويُراعى عند القيام بتدليك العنق أو الرأس أن تكون هذه المنطقة مثبتة جيداً على وسادة، يجلس المدلّك:
- يُفضّل أن يكون الزوج مستنداً على ركبتيه، بينما تنام الحامل على أحد جانبيها، مع تمديد ساقيها بين فخدي الزوج، ولتدليك الرأس والعنق والكتف، تجلس الزوجة على كرسي مع مدّ الظهر لأعلى، والاستناد على وسادة بمؤخّرة الكرسي، بينما يقف الزوج خلفها.
- لتدليك العنق، ترقد الزوجة على بطنها فوق الفراش، بينما يرتكز الزوج على ركبتيه خلفها في مستوى الصدر تقريباً، ولتدليك الساق والقدم، يجلس الزوجان متجاورين، بينما تمدد الزوجة ساقها على فخذيه مع رفعها لأعلى قليلاً.
- كما أن طريقة تحريك اليد أثناء التدليك يجب أن تكون على الجلد متماسكة لطيفة منتظمة، مع التركيز على مناطق توتر العضلات أو المناطق المؤلمة.
إجراءات أخرى
خلال الأشهر الأخيرة من الحمل يتزايد ألم الظهر، حيث يزداد الضغط على أسفل الظهر؛ بسبب تقدم البطن للأمام، وبالتالي انحناء الظهر للوراء، وتتعرض الأربطة المتصلة بالظهر لشيء من الضعف والارتخاء، ولمقاومة هذا الألم تحاول الحامل اتخاذ وضع صحيح مناسب للجسم، سواء أثناء السكون أو التحركات المختلفة؛ لمقاومة الألم من خلال تقليل العبء الواقع على منطقة الظهر خاصة أسفل العمود الفقري، وعلى الحامل أن تحرص دوماً عند الوقوف على سحب البطن للداخل قليلاً دون توتر، وجعل القدمين في وضع مماثل، بحيث يتحملان معاً وبنفس الدرجة عبء وزن الجسم، ومع مد الظهر لأعلى، وإسقاط الكتفين لأسفل قليلاً، وجعل الركبتين مسترخيتين.
طريقة الجلوس الصحيحة للحامل بجعل الركبتين متباعدتين بمسافة عرض الكتفين تقريباً، وإسناد الظهر للوراء على وسادة بين أسفل الظهر والكرسي، مع جعل الظهر مفروداً على قدر المستطاع، وفي حالة الاضطرار للجلوس لفترة طويلة تحرص الحامل على الوقوف، وتمديد جسمها لأعلى كل نصف ساعة تقريباً، أو عمل تمرينات التمديد، بذلك ستضمن الوقاية من حدوث ألم بالظهر أثناء الجلوس.
كما أن الحامل في أشهرها الأخيرة يجب أن تأخذ قسطاً وافياً من النوم والراحة؛ لكثرة التعب الجسدي والنفسي الذي يكون عليها، فتحرص حين النهوض من الفراش على النهوض بحركة تدريجية بطيئة خاصة إذا كانت تعاني من غثيان متكرر في الصباح، وعليها أن ترقد أولاً على أحد الجانبين، ثم تقوم بدفع الجسم لأعلى بمساعدة اليدين حتى تصل إلى وضع الجلوس مع الاحتفاظ بالظهر معتدلاً، ثم جعل القدمين تتدليان نحو الأرض بحركة أرجحة، وطريقة التحرك أثناء الأعمال المنزلية يجب أن تكون بتأني وحرص؛ لأن في الأشهر الأخيرة تكون العضلات والأربطة ضعيفة، وعرضة للتقلص والإجهاد السريع، ويستمر ذلك لعدة أشهر بعد الولادة.
هنالك بعض الجلسات التي تساعد في زيادة الراحة وتوفيرها للحامل في أسابيعها الأخيرة، منها تخفيف العبء على أسفل الظهر بثني الجسم على جانب الفراش والاسترخاء فوق عدد مناسب من الوسائد مع الارتكاز بالركبتين على الأرض، واتخاذ وضع القرفصاء مع الارتكاز باليدين على حافة الفراش، أيضاً ارتكاز الحامل بظهرها على حافة الفراش مع فرد الظهر لأعلى، وثني الركبتين يحيث تكون إحداهما مرفوعة والأخرى مستندة على الأرض، وهذه الوضعية تساعد على سحب رأس الجنين لأسفل؛ لأنه يوافق حركة الجاذبية وعلى تمديد الحوض، وبذلك يتيح عملية تيسير الولادة.
اقتراب موعد الولادة
مع اقتراب موعد الولادة تطرأ تغييرات نفسية وجسمية على الحامل، وذلك خلال الأسابيع القليلة المتبقية على انتهاء فترة الحمل، أو بالتحديد خلال الفترة ما بين الأسبوع 37 والأسبوع 40، فأغلب الحوامل يشعرن بضيق التنفس الواضح، وتزداد كمية الألم والملل والانتظار لمولودها، ورؤيته واحتضانه بعد وجوده داخل أحشائها تسعة شهور متتابعة.
وجود رأس الجنين لأسفل في عنق الرحم هو الوضع الاحسن وأفضل والأسهل لعملية الولادة، وهذه الوضعية الشائعة والمألوفة التي يتخذها الجنين غالباً خلال الأسابيع القليلة السابقة لموعد الولادة، وحين اتخاذ الجنين لهذه الوضعية يمكن للحامل جس البطن، وتحديد وضع الطفل، كالشعور برفس القدمين على أحد جانبي البطن، وهو الجانب المقابل لظهر الجنين، والشعور بركبته كنتوء في منتصف البطن، وقد يُحرّك ركبته من وقتٍ لآخر عندما يستيقظ، ويستطيع الطبيب تحديد وضع الجنين قبل الولادة من خلال الفحص الإكلينكي العادي، والتصوير بالموجات فوق الصوتية.
بدء علامات و دلائل الولادة تكون بالطلق، الذي هو عبارة عن حدوث انقباضات شديدة بالرحم تحدث بصفة منتظمة، ويصحبها ألم شديد أو صراخ، والغرض من هذه الانقباضات توسيع عنق الرحم تمهيداً لمرور الجنين، كما أن إفراز السائل المخاطي لعنق الرحم مع بعض قطرات من الدم تُنذر باقتراب موعد الولادة، أو نزول سائل مائي نتيجة لانفجار كيس الماء (السائل الجنيني) الذي يحيط بالجنين.
يستمر حدوث الطلق عدة ساعات إلى أن يتسع عنق الرحم إلى أقصى درجة وهذه المرحلة الأولى، ثم يعقب ذلك إحساس الحامل برغبة شديدة في الذهاب إلى دورة المياه مع استمرار انقباضات الرحم؛ مما يزيد من الإحساس بالألم، وهذه المرحلة الثانية، التي تعمل على دفع الجنين للخارج، ثم تستمر عدة دقائق إلى نحو ساعة على الأكثر، وبعد ولادة الطفل بحوالي 15 دقيقة يبدأ نزول المشيمة والأغشية الجنينية التي تسمى (الخلاصة)، وهذه المرحلة الثالثة.
ليس هنالك ولادة بدون ألم شديد ومعاناة، واجمل وافضل ما يُخفف من هذا الألم هو شعور الأمومة الكبير، الذي يجعل الأم تصرخ كثيراً طويلاً لاحتضان طفلها ساعة ولادته، ثم نسيان كل أوجاع التسعة شهور السابقة.