إنّ قبرص أو جمهورية قبرص: هي دولة قائمة على إحدى الجزر في البحر المتوسط، وتقع هذه الجزيرة في شرق هذا البحر، حيث تواجهها عدة دول أخرى، وهي تركيا، وسوريا، ولبنان. وجزيرة قبرص هي ثالث أكبر جزيرة في البحر المتوسط من حيث المساحة والسكان، بعد جزيرتي صقلية وسردينيا الإيطاليتين.
تسمى قبرص باللغة الإنجليزية بـ (Cyprus)، والذي يبدو أن التسمية العربية (قبرص) مستمدة من التسمية الإنجليزية التي تعود في أصلها إلى أصل إغريقي لاتيني، حيث استمد اسم هذه الجزيرة من الاسم الإغريقي (Kypros) والذي يترجم إلى اللاتينية بـ (Cuprum)، وهذه الترجمة اللاتينية اشتق منها الاسم الإنجليزي (Copper)، وهذه المصطلحات الثلاثة الأخيرة تعني باللغة العربية: النحاس. حيث اشتَهَرَت هذه الجزيرة بتعدين النحاس؛ لذلك تم تسميتها بتلك المصطلحات.
نالت جمهورية قبرص استقلالها عن بريطانيا في عام 1960م، ولكن تعرضت بعد سنوات للتقسيم بسبب التدخل العسكري التركي فيها في عام 1974م، حيث تم تقسيمها على أساس عرقي إلى شطرين، فالشطر الأول يقع في شمال الجزيرة، وهو ذو أغلبية سكانية تركية، حيث تم إعلان قيام جمهورية شمال قبرص التركية في هذا الشطر في عام 1983م. وأما الشطر الثاني فيقع في وسط وجنوب الجزيرة وهو ذو أغلبية سكانية يونانية.
وما زالت قبرص حتى يومنا هذا مقسمة إلى قسمين، حتى العاصمة نيقوسيا مقسمة بين قبرص الشمالية، وقبرص الجنوبية! فالجزء الشمالي من العاصمة يتبع قبرص الشمالية، والجزء الجنوبي منها يتبع قبرص الجنوبية. وقد باءت كل المحاولات الدولية لتوحيد الجزيرة بالفشل.
وهناك فرقٌ شاسع بين كل من القسمين، حيث أن القسم الشمالي لم يحظى باعتراف أي دولة ما عدا تركيا، بينما القسم الجنوبي معترف به دوليًا، حيث يؤكد المجتمع الدولي سيادة قبرص الجنوبية على كل أراضي الجزيرة، بالإضافة إلى أن عدد السكان في قبرص الشمالية أقل بكثير من قبرص الجنوبية، حيث يقارب عدد سكانها 210.000 آلاف نسمة. كما أن قبرص الجنوبية عضو في الاتحاد الأوروبي، وفي رابطة الكومنولث البريطانية. وكل هذا العوامل أعطت قبرص الجنوبية قوة اقتصادية أكبر من قبرص الشمالية، وجعلت متوسط الدخل الفردي فيها مرتفعًا.
تقدر مساحة جزيرة قبرص بـ (9.251 كم2)، كما يقدر عدد سكانها بـ (870.000) نسمة. وفيها لغتان رسميتان، وهما: التركية، واليونانية. وفيها ديانتان، وهما: المسيحية الأرثدوكسية، والإسلام، فالقبارصة الشماليون يتكلمون باللغة التركية، ويدينون بالإسلام؛ لأن أصولهم تركية، بينما القبارصة الجنوبيون يتكلمون باللغة اليونانية، ويدينون بالمسيحية الأرثدوكسية؛ لأن أصولهم يونانية.
تشتهر جزيرة قبرص بالعديد من الصناعات الغذائية، والمعدنية، وصناعات الملابس والأحذية، كما تشتهر أيضًا بتصدير العديد من المنتجات الزراعية، كالحمضيات، والعنب، والبطاطا، وغير ذلك.