بهرت عجائب الدنيا السبع العالم، وجذبت أنظار الكثير، وكانت وجهة العديد من السيّاح ليتمتّعوا بهذه العجائب الجميلة في طبيعتها الخلّابة وعمرانها الهندسيّ الرائع. ويعدّ تاج محل من إحدى هذه العجائب السّبع الّتي يأتيها الناس من كلّ مكانٍ وصوب ليروه، فتعرف ما هو هذا المكان؟
تاج محل هذا المكان الساحر تعرف ما هو إلّا دليل قاطع على روعة العمارة الإسلاميّة، وهذا المكان هو عبارة عن ضريح ومسجد من أعظم وأهمّ مساجد المسلمين قي العالم، وهور رائع بتصميمه وزخارفه والمواد المستعملة في بنائه، وقد تمّ إعلانه كأحد عجائب الدنيا السبع في عام 1983م من مؤسسة اليونسكو.
تاج محل هو اختصار لـ "ممتاز محل"، وممتاز هي زوجة الإمبراطور "شاه جهان" المحبّبة إليه، وقد توفّيت في عام 1631 م وهي تلد، ولذلك فقد قرّر الإمبراطور أن يخلّد ذكرى محبوبته بأن يبني لها ضريحاً رائعاً في الجمال. تقع هذه الأعجوبة في مدينة أجرا الهنديّة في الشمال الغربيّ للبلاد، والتي كانت عاصمة المغول المسلمين آنذاك.
يوجد هذا الضريح في حديقة كبيرة في ساحة المكان، أرضه مكسوّة بحجار المرمر، وفيه قنوات مائيّة تأتي من النهر من تحت الأرض، وفيها بركة ماء كبيرة تضيف للمكان روعة وجمال أكثر فأكثر. وقد استقطب الإمبراطور شاه جهان أحد احسن وأفضل رجال الفنون لتصميم هذا الضريح ألا وهم: أستاذ عيسى الفارسيّ، والإبطاليّ فيرونيو، والفرنسيّ أوستن دي بوردو، ولم يكن للهندوس الهنود أيّ يدٍ في بنائه.
استغرق بناء هذا الضريح اثنين وعشرين عاماً، وقد عمل فيه أكثر من اثنين وعشرين ألفاً من العمّال، وقد كلّف الإمبراطور ما يزيد عن مئتين وثلاثين مليون دولار أمريكي بما يساويه في أيّامنا هذه. وما يميّز بناؤه أنّه مغطى بحجارة المرمر البيضاء، والنصف الأوّل من المبنى هو مرآة النّصف الآخر منه، ورخامه يعكس الضوء على الضريح في الفجر، والظّهر، وفي المساء يعكس ضوء القمر، وما يميّزه أيضاً أنّ لون المكان يتغيّر بتغيّر أوقات اليوم وتغيّر فصول السّنة الأربعة.
كان الإمبراطور شاه جهان يرغب في أن يبني له ضريحاً بالحجر الأسود، ويربط بين ضريحه وضريح زوجته جسراً، إلا أنّ ابنه الّذي انقلب عليه وتسلّم الحكم عنه منعه من ذلك، وتعاطف معه بأن دفنه في نفس ضريح زوجته ليكون هذا المكان دليلاً على قصّة حبٍّ خالدة على مرّ العصور والتاريخ، وأيضاً فإنّ هذا المكان تعرف ما هو إلّا رائعة من روائع الحضارة الإسلاميّة في الهند. وقد صُمّمت مباني مشابهة ومقلّدة لهذا المكان إلّا أنّها لم تكن بنفس مرتبة وجمال هذا المكان الرّائع.