إنّ مدينة ( أديس أبابا ) والتي هي العاصمة للدولة الأثيوبيّة جاء اسمها من لغة أثيوبيّة قديمة وهي اللغة الأمهريّة، وتعني بحسبها ( زهرة جديدة ) أو ( البستان الجديد)، وربما يعود هذا الاسم لطبيعتها الجميلة الدائمة الخضرة.
تعتبر أديس أبابا عاصمة للاتّحاد الإفريقي أيضاً، وهي المدينة الأثيوبيّة الأكبر؛ حيث نجد أنّ عدد سكّانها يفوق الـ 2.738.248 نسمة.
لقد عرفت هذه المدينة بلقب ( العاصمة الإفريقيّة )؛ حيث تحتلّ هذه المدينة موقعاً سياسيّاً مهماً، إضافةً إلى موقعها التاريخي القديم والعريق، وأيضاً موقعها الدبلوماسي بين دول القارة الإفريقيّة. وإنّ أديس أبابا مدينة مكتظّة بالسكّان، حيث وفد إليها الكثيرون من مختلف البلاد، ولذلك نجد فيها الكثير من الجنسيّات قد تصل إلى 80 جنسيّة وربما أكثر، وهذا الأمر يعني بأنّ الشعب فيها يتكلّمون أكثر من 80 لغة، إضافةً إلى الانتماءات الكثيرة لعدّة طوائف مختلفة.
لقد تأسّست هذه المدينة عام 1886 م ؛ حيث بناها الإمبراطور ( منليك )، وقد كانت زوجته الإمبراطورة ( تايتو بيتول ) هي من اختارت موقع بناء هذه المدينة حيث كان هذا الموقع على سفوح جبل ( انتوتو )، ولذلك تعتبر هي العاصمة التي تحتلّ المرتبة الثالثة الأعلى بالنّسبة لارتفاعها عن سطح البحر. وفي مدينة أديس أبابا توجد الجامعة المشهورة في أفريقيا والتي تحمل اسم المدينة ( جامعة أديس أبابا )، إضافةً لذلك فإنّ هذه المدينة هي مقر لـ ( لجنة الأمم المتّحدة الاقتصاديّة الإفريقيّة ) الرئيسي، وهي أيضاً مقر (الاتّحاد الإفريقي ) .
وُجد في هذه المدينة أقدم هيكل عظمي، ووجد متحجّراً، إضافة إلى نسخة ممّا يُعرف بـ ( الجبس اللوسي البشري السالف ) والّذي يعرف في دولة أثيوبية بـ (Dinkinesh )؛ وهو موجود في أيّامنا هذه في ( المتحف الوطني الأثيوبي ) في هذه العاصمة.
تعتبر مدينة أديس أبابا المركز الرئيسي لـ ( المكتبة الوطنية الأثيوبيّة )، إضافةً إلى أنّها موطن المتحف المعروف بـ (الأنثولوجي الأثيوبي)، وأيضاً نجد فيها متاحف عديدة مشهورة على صعيد الدولة والقارة؛ حيث نجد ( متحف السكك الحديديّة الأثيوبيّة ) وأيضاً نجد فيها ( المتحف الوطني للبريد )، وكذلك متحفاً تاريخياً مهماً هو ( المتحف التاريخي الطبيعي الأثيوبي).
ونجد في هذه المدينة ساحةً شهيرةً جداً تدعى ( ميسكل )؛ حيث يقام فيها مهرجان من كلّ عام وتحديداً في شهر سبتمبر يسمّى ( مهرجان ميسكل السّنوي ) حيث يتجمّع حشد كبير من الجمهور يعدّ بالآلاف لمتابعة هذا الاحتفال.
