بومبي
هي مدينة أثريّة رومانية توجد آثارها في إيطاليا بالقرب من خليج نابولي على سفح فيزوف، وهو جبل بركاني كان سبب دمار المدينة وطمرها تحت الرماد لفترة ألف وستمئة عام حتى أعيد اكتشافها في القرن الثامن عشر الميلادي هي ومدينة هركولانيوم التي دمرت مع بومبي بسبب ثورة البركان، واكتشف الأثريون المدينة كتعرف على ما هى بسبب حفظ الرماد البركاني للجثث في أوضاعهم نفسها التي ماتوا عليها، بالإضافة إلى عمارة المدينة وتقسيم شوارعها الذي دلّ على الترف وطبيعة الحياة الاجتماعيّة المزدهرة في العصر الرومانيّ.
تاريخ مدينة بومبي
نشأة المدينة
كشفت الحفريات الأثرية وتحليل طبقات التربة أن المدينة عانت من أكثر من حادث هزة أرضيّة قبل ثورة البركان الذي أدى لدمارها، واستطاع علماء الآثار تحديد زمن تأسيس المدينة، الذي يتراوح بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد، وكان أول من سكنها أحد شعوب وسط إيطاليا الذين يعرفوا بالأسكانيين، واستُخدمت المدينة كميناء حصين في القرن السادس قبل الميلاد لكل من الفينيقيين واليونانيين الذين احتلّوها، وبعدها استطاع الرومان الاستيلاء عليها، وقبل سكان المدينة بالعيش في ظل الحكم الروماني مع الاحتفاظ باستقلاليتهم الإدارية ولغتهم المحلية.
ازدهار المدينة
طُمرت المدينة تحت الرماد البركاني في عام 79 للميلاد، وتشير الآثار التي عثر عليها إلى وجود العديد من الفيلات والحمامات العامة التي تشير إلى الحياة المترفة التي كان يعيشها سكان المدينة وازدهار علاقاتهم التجاريّة، وكانت المدينة قد ضمت بحسب المصادر التاريخيّة إلى جمهورية روما قبل دمارها بعشر سنوات، وتم خلال تلك الفترة تطوير شامل للبنية التحتية للمدينة كحفر قناة لتوصيل المياه العذبة إليها مباشرة، وبناء العديد من الحمامات العامة.
بقايا المدينة
تُعتبر آثار مدينة بومبي من عوامل الجذب السياحيّ العالمي في إيطاليا بسبب تفرّدها، حيث حُفظت المدينة كتعرف على ما هى لأكثر من خمسة عشر قرناً من الزمان، ويحظر على من هم أقل من ثمانية عشر عاماً دخول المدينة بسبب الرسومات الإباحيّة المنتشرة على الجدران المتبقّية من المدينة، وتشير البقايا إلى أنّ الانفجار البركاني قد حدث بسرعة كبيرة وقوة لدرجة أن أحداً من السكان لم يأخذ استعداداته في البداية، حيث تشير الفحوصات التي تمت على ثمانين جثة أنهم كانوا في أوضاع عادية وليست أوضاع حماية، ومن الواضح أنّ الإنفجار الأولي تبعه إنفجارات أخرى وتدفق للحمم البركانيّة والرماد، بالإضافة إلى انبعاثات الغازات السامة التي كانت تقضي على البشر قبل وصول الحمم والرماد، والثابت أنّ سكان المدينة رفضوا أكثر من مرة تركها رغم الهزات الأرضيّة المتكررة التي سببها البركان، ربما لطمعهم في الأراضي الخصبة التي توفرها التربة البركانية، بالإضافة إلى الميناء الهام.