الشعر
هناك الكثير من الأشعار الظريفة واللطيفة التي تدعو إلى الضحك، إذ إنّ روح الدعابة لم تفارق أصحابها، وفي هذا المقال نقدّم لكم مجموعة من هذه المواقف الشعرية والأبيات المضحكة.
شعر مضحك
من الأشعار المضحكة في التراث العربي، اخترنا لكم ما يأتي:
شعر ترحيبي مضحك
يا مرحبا بك عدد ما طار تمساح أو عدد ما تنقش سنون نعامة
أو عدد ما يزعل على الموز تفّاح وعدد قشر في بعير وسنامة
أو دب أمعط لا بغى يطير ما طاح إلا بجرف بعيد ولا عدامة
وإلا خروف دايم الدوم نواح ضيع ثغاه وجاب صوت الحمامة
على عشير كن زوله لا راح كنغر وشكله ما يعرف الوسامة
ما شافني وأنا مع السوق رواح صدّ وتركني بين شبه وعلامة
حالة حب هندي
قيلت هذه الأبيات من الشعر المضحك في حالة حب هندي لفتاة بدوية اسمها غزوة:
صديق أنا رفيق أنا، يشوف أنتِ عيون أنا
برقع بدوي يحبّ أنا، يشوف أنت يطير انا
يشوف من خيمة يسيل دمع أنا، يشوف عيون يبكي أنا
يشوف ذيب يخاف أنا، عند قشعة يفكّر أنا
غزوى أنتِ قمر أنا، يشوف أنت يخطب أنا
يبكي كومار حبيب أنا، غزوى عيون أمي أنا
صلاة كثير يدعو أنا، يجي غزوى لبيت أنا
يشوف برقع يلوح أنا، ما في زواج يموت أنا
أعيش في هند أنت وأنا، يشوف ماما وأبي أنا
صلاة ربي أحب أنا، على رسول حبيب أنا
وفي ختام مسك مال كلام أنا
وعندما سمع أبو الفتاة غزوة القصيدة التي أهداها كومار لابنته غزوى رد عليه فقال:
كومار ارحل عن دارنا
أنت يخون عيش وملح بيننا
أنا يعطيك ثقة تسوق ديلوكس بيك أب مال أنا
ترعى غنم وتيس وتأكل أكلنا
أنت يغازل غزوى بنت أنا
صحيح أنت تستحي ما في مع أنا
أنا ما في يزوج بنت مال أنا
غير ولد بدوي زي أنا
أنت روح خروج نهائي من عندنا
أنا يجيب سيرلانكي أشرف لنا
شعر مضحك قيل في رضا الناس
ضحكت فقالوا ألا تحتشم، بكيت فقالوا ألا تبتسم
بَسمتُ فقالوا يرائي بها، عبست فقالوا بدا ماكتم
صمتُ فقالوا كليل اللسان، نطقتُ فقالوا كثير الكلم
حلمتُ فقالوا صنيع الجبان ولو كان مقتدراً لانتقم
بسلتُ فقالوا لطيش به وما كان مجترئاً لو حكم
يقولون شذ إذا قلت لا وإمّعة حين وافقتهم
فأيقنت أنّي مهما أريد رضا الناس لابد من أن أذم
طرائف شعرية مضحكة
من المواقف المضحكة التي تعرّض لها الشعراء، وكانت لديهم ردّة فعل ذكية ومرحة، اخترنا لكم ما يأتي:
من مواقف الجاحظ
جاء في كتاب (أحلى طرائف ونوادر اللغويين والنحاة والمعلمين والألغاز) القصة الآتية:
عن المبرد قال: قال الجاحظ: أنشدني بعض الحمقى:
إن داء الحب سقـــمٌ
ليس يهــنيــه القــرار
ونجا مــن كان لا
يقشــق من تلك المخازي
فقلت: إن القافية الأولى راء والثانية زاي؟
فقال: لا تُنقّط شيئاً.
فقلت: إن الأولى مرفوعة والثانية مكسورة؟
فقال: يا سبحان الله، نقول له لا تُنقّط، فيُشــكّل.
من مواقف معن بن زائدة
الأمير والشاعر معن بن زائدة اشتهر بحلمه وحكمته، ولما تولّى الإمارة دخل عليه أعرابي بلا استئذان من بين الذين قدموا لتهنئته وقال بين يدي معن:
أتذكر إذ لحافك جلد شاةٍ
وإذ نعلاك من جلد البعير ِ
فأجاب معن: نعم أذكر ذلك ولا أنساه. فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك مُلكاً
وعلّمك الجلوس على السرير
قال معن: سبحانه على كل حال وذاك بحمد الله لا بحمدك. فقال الأعرابي:
فلستُ مُسَلّماً إن عِشتُ دهراً
على معن ٍ بتسليم الأمير ِ
قال: السلام سنة تأتي بها كيف شئت. فقال:
أميرٌ يأكلُ الفولاذ سِـرّاً
ويُطعم ضيفه خبز الشعيرِ
قال: الزاد زادنا نأكل ما نشاء ونـُطعم من نشاء. فقال الأعرابي:
سأرحلُ عن بلادٍ أنتَ فيها
ولو جارَ الزمانُ على الفقير ِ
قال معن: إن جاورتنا فمرحباً بك، وإن رحلت عنّا فمصحوب بالسلامة. قال:
فجد لي يا ابن ناقصة بشيءٍ
فإني قد عزمتُ على المسير ِ
قال: أعطوه ألفَ درهم. فقال:
قليل ما أتيت به وإني
لأطمع منك بالمال الكثير ِ
قال: أعطوه ألفاً آخر.
فأخذ الأعرابي يمدحه بأربعة أبيات بعد ذلك، وفي كل بيت مدح يقوله يعطيه من حوالي الأمير معن ألفاً من عندهم، فلما انتهى تقدّم الأعرابي يُقبّل رأس معن بن زائدة، وقال: ما جئتك والله إلا مُختبراً حلمك لما اشتهر عنك، فألفيت فيك من الحلم ما لو قُسِّم على أهل الأرض لكفاهم جميعاً فقال:
سألت الله أن يبقيك ذخراً
فما لك في البرية من نظير
قال معن: (أعطيناه على هجونا ألفين فأعطوه على مديحنا أربعة).
من مواقف الحسن بن زياد الرصافي
ومن طرائف الشعراء ما قاله الحسن بن زياد الرصافي يشكو حاله مع زوجه:
شكوت فقالت: كلّ هذا تبرّما
بحبي أراح الله قلبك من حبّي
فلما كتمتُ الحب قالت لشد ما
صبرتُ وما هذا بفعل شجيّ القلب
وأدنوا فتعصيني فابعد طالباً
رضاها فتعتد التّباعد من ذنبي
وشكو أي تؤذيها وصبري يسؤوها
وتغضب من بعدي وتنفر من قربي
من مواقف الشاعر القروي
ومن طريف ما يروى عن الشاعر المهجريّ القروي ما قاله بعد أن حلق شاربيه:
قالوا حلقت الشاربين
ويا ضياع الشاربين
الشاغلين المزعجين
الطالعين النازلين
ويلي إذا ما أرهفا
ذنبيهما كالعقربين
إن ينزلا لجماً فمي
أو يطلعا التطما بعيني
من مواقف الأعراب
أتى أحد الأعراب ومعه قماش إلى خياط كي يخيط له ثوباً، فلما أخذ الخياط مقاس الأعرابي أخذ يقطع من القماش كي يخيط له، حينها غضب الأعرابي، وقال له: لِمَ قطعت القماش يا علج (العلج هو الحمار)؟ فقال الخياط: لن تصلح الخياطة إلا بشق القماش، وكان مع الأعرابي هراوة فشجّ رأس الخياط بواحدة، فهرب الخياط من محله ولحقه الأعرابي وهو يقول:
مـا إن رأيـت ولا سـمـعـت بـمـثـلـه
فـيـمـا مـضـى فـي سـالـف الأحـقـابِ
مـن فـعـلِ عـلـجٍ جئـته ليخيط لي
ثـــوبـاً فـخـــرّقـــه كـفـعـلِ مُـصـابِ
فـعـلـوتـه بـهـــــراوةٍ كـانـت مـعـي
ضـــــربـاً فـــولـّــى هــــاربـاً لـلـبـابِ
أيـشـق ثـوبـي ثـم يـقـعـد آمـنـاً؟
كـــلاّ ومـــنـــزل ســـــورة الأحــزابِ