يصنف النعناع من الأعشاب المهمة في الطب التقليدي (الفلكلوري) في معظم البلدان بسبب فوائده العديدة في تهدئة الأعصاب والانتهاء والتخلص من آلام المغص والانتفاخ ورائحة الفم الكريهة، وهو عشبة ذات رائحة مميزة وطعم منعش،مما جعله مرغوبا من الجميع، فاستخدم في إعداد الطعام كالسلطات والمعكرونة، والمشروبات كالشاي وعصير الليمون، كما تم استخدامه في الصناعات الحديثة كمعجون الأسنان، والشوكولاتة والتوفي والعلكة بالإضافة إلى صناعات أخرى عديدة. كل ذلك جعل من النعناع عنصرا مميزاً من عناصر حياتنا اليومية، مما دفع البعض لزراعته في اى مكان للحصول على أوراق هذه العشبة بشكل طازج والحصول على احسن وأفضل طعم ورائحة ومنظراً مميزا في اى مكان يزرع به.
إن زراعة النعناع سهلة وبسيطة، حيث نستطيع زراعة النعناع في الحديقة أو في أصص توضع على الشرفة أو حتى داخل المنزل بجانب إحدى النوافذ. كل ما نحتاج إليه في الزراعة هو تراب جيد (إما التراب العادي، أو خليط من هذا التراب مع كمية متساوية من الرمل والجفت والبيرلايت)، ماء، شتلة نعناع أو بذور النعناع، وأصيص ذو تصريف جيد للماء في حال زراعته لوضعه داخل المنزل، تهوية جيدة، درجة حرارة دافئة (حيث تحترق أوراق النعناع من البرد)، وشمس خفيفة خلال النهار (أي غير حارقة) أو ضوء غير مباشر.
في حالة الزراعة في الأصص، يتم خلط مكونات التراب، ثم يوضع جزء بسيط في أسفل الأصيص ثم توضع الشتلة بعد نزع الكيس البلاستيكي عنها، ووضعها في منتصف الأصيص، ثم وضع التراب حولها حتى يصل إلى مستوى جيد في الأصيص بحيث يغطي التراب القديم (تراب الشتلة الأصلي)، ثم يتم ري التراب بالماء جيداً لكن دون أن يزيد عن حاجة التراب. أما في حال الزراعة في الحديقة، فيتم عمل حفرة في المكان المرغوب الزراعة به، ثم تخلط عناصر التراب جيداً وتوضع الشتلة ويوضع التراب فوقها مع رصّ التراب حولها ليمسكها ويثبتها، ثم يتم ريّها بالماء.
يجب ريّ شتلة النعنع المزروعة كل يوم بالقليل من الماء حتى يبقى التراب حولها رطبا، دون غمرها بالماء. وإذا تمت زراعة النعناع في داخل المنزل بجانب النافذة، فيجب أن يتم تدوير الأصيص من جهة إلى أخرى كل أربعة أيام للحفاظ على استقامة عروق النعنع، حيث تميل النباتات في نموها إلى الجهة التي تحصل منها على الإضاء لتستفيد كل أوراقها من الإضاءة، وذلك يسمى الإنتحاء الضوئي. أما التسميد فليس شرطاً لهذه العشبة، لكن ليس من الضار إعطائها جرعة من السماء المتعدد الأغراض القابل للذوبان في الماء بين كل فترة وأخرى دون زيادة.