ثابت بن قرة بن مروان عالم عربي اشتهر بعمله في الفلك والرياضيات والهندسة والموسيقى ولد في حران بتركيا على أحد روافد نهر الفرات في تركيا وذلك عام 836م، إلتقى بالخوارزمي بعد نزوحه من حران (مسقط رأسه) وأعجب به وقدمه وعرفه على الخليفة المعتصم ، الذي كان يحب المواهب ويخص أهلها بالحب والإهتمام والمودة والعطاء فعده الخليفة من أحد المقربين إليه.
كان يحب العلم ويتوق إليه ويشعر بأنه مصدر السعادة الرئيسي في حياته والوحيد وكان مكباً على العلم لينهل منه وليغذي روحه الجائعة للمزيد من العلم، و له مؤلفات وكتب عديدة في الرياضيات ومنهم الأعداد المتحابة ،وترجم العديد من الكتب منها مفهوم وتعريف ومعنى وقد أصلحها،ومنها ترجم ولم يصلحها،ولم يفسر ولم تفهم، في عام 848م ، عمل في الجامع الكبير في حران ثم انتقل الى الرقة وأنشأ بها مدرسة عليا لتعليم الفلك والفلسفة والطب ، وخرج منها العديد من تلاميذه منهم :
- سنان إبراهيم.
- ابن اخته البتاني واضع علم الجداول الفلكية التي كانت دقيقة نوعاً ما.
- قرة بن قميطاء.
- أيوب بن قاسم الرقي.
- إبراهيم بن زهرون.
- أسير بن عيسى، وغيرهم الكثير سواء من منطقة الرقة ومنطقة الجزيرة السورية.
و له العديد من الكتب في مختلف المواضيع العلمية منها :
- كتاب في سبب كون الجبال.
- كتاب النبض في المسائلة الطبية.
- كتاب وجع المفاصل والنقرس.
- جوامع كتاب باريمينياس.
- جوامع كتاب انالوطيقا الأولى.
- اختصار كتاب ما بعد الطبيعة.
- اختصار المنطق.
- نوادر محفوظة من طوبيقا.
- صلوات الإبتهال لله عز وجل.
وبهذا فقد كتب في العلوم والطب والرياضيات والدين والهندسة والتشريح. وإشتهر بترجمته للعديد من المؤلفات الإغريقية واليونانية ، وما ذكر أعلاه هو بعض مؤلفاته وليست على سبيل الحصر ، لأنّ مؤلفاته تبلغ أكثر من 100 مؤلفة.
لقب بلقب إقليدس العرب ، حيث أنه كان يعيش في الفترة العباسية التي لوحظ فيها عملية نهضة العرب العلمية ، ورعايتهم للفن والعلوم والثقافة ، وأخذ علوم الثقافات الأخرى ، مما ينفع الأمة الإسلامية ، ولا يتناها مع الشريعة الإسلامية ، وقامو بصقلها في قالب يطفوا عليه الطابع الإسلامي ، ولقد كانت الطبقة التي تحتوي العلماء هي الطبقة الأرقى والأعلى في المجتمع العباسي ، وهي التي تحضى بكل الإهتمام والتشريف ، ليس فقط في بلاط قصر الخليفة ، بل في جميع شرائح المجتمع بدون إستثناء، و من الأعمال التي تميز فيها تشريحه للعين ، ونبوغه في مجال طب العيون ، وكان وصفه لتشريح العين من أقرب الأوصاف للتشريح الحديث ، وشخص بعض الأمراض التي تصيبها مثل الرمد والمياه البيضاء والزرقاء ، وتحدث عن ضعف البصر وأسبابه.
إن العالم ثابت بن قرة هو عالم فريد من نوعه وكثيراً مانفتقد أمثاله في زمننا هذا لينهضوا بالمجتمع الإسلامي ، فرحم الله ثابت بن قرة وكل علماء المسلمين.