استطاع العرب منذ بداية الدعوة الاسلامية للوصول إلى كل دول العالم الغربي ، من أجل الفتوحات الاسلامية التي وقف ورائها المسلمين بكل حزم وقوة ، فالفتوحات طالت الدول التي لم تكن قد أسلمت في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ، فقد تمكن العرب بعد الغزو الاسلامي من الوصول إلى مصر بلد المسيحيين ، وعندما دخلوها أدخلو معهم الاسلام ، وعملو على نشره في جميع أنحاء مصر الفرعونية ، التي اعتادت على الكفر ، والالحاد ونكران الله سبحانه وتعالى ، ولا خير في بلد أن لم يدخله الاسلام ، فمصر بلد الخير والسلام ، ذكرها الله في القرآن الكريم بأنها بلد الأمن والأمان ، وبلد الخيرات التي لا تنتهي ، وحديثنا اليوم سيدور عن حكم المسلمين لدولة مصر العظيمة ، فقد حكمها الفاطميين ثم الأيوبين ،و بعدها العثمانيين ، وحديثنا اليوم سيدور حول ملكة مصر وهي شجرة الدر ، التي كانت مسلمة منذ بداية الدعوة الاسلامية ، فقد ورثت حكم زوجها السابق الذي مات أثناء الحرب الصليبيية ، حيث استطاع الصلييبيين أسره وقتله قبل التمثيل بجثته ، ليعود إليها جثة هامدة ، مكانها فارغا ، فقامت كالرجال تحكم كافة أرجاء مصر بكل قوة وحزم ، فقد كان يخشاها الرجال ، وكانت قوية الشكيمة ، ورائعة الخلق والأخلاق ، فهي امرأة بالف رجل كما يقال في الوقت الحالي ، وشجرة الدر مثلت الحكم المملوكي للدولة الاسلامية ، فقد كانت مرسالاً للعرب من وإلى مصر ، وكانت الاهم والأبرز من بين السلاطين ، فقد قامت بعمل اتفاقيات تجعل بلدها في حالة من الخير والنشاط الاقتصادي والاجتماعي ، وعند الحديث عن زوجها فقد ذكرنا أن زوجها الأول هو السلطان السابق نجم الدين أيوب ، ثم تزوجت بعد أن توفي زوجها ، فقد جاءتها العديد من العروض للزواج ، لآنها امرأة جميلة وجذابة وحاكمة في نفس الوقت ، فتهافت عليها أعاظم الرجال ليتزوجوها ، ومن بينهم رجلين من أعظم رجالات مصر في ذلك العهد ، ومن بينهم عز الدين أيبك ، وأحد السلاطين المشهورين ، وكان قلبها قد مال لأيبك ، ولكن كان لا بد لها من التفكير في عرض الزواج الذي عرض عليها ، فقامت بطلب من الرجلين أن يقوما بمنازلة بالسيف ومن يفوز بالمبارزة يستحق أن يكون ملكاً لمصر ، واستطاع أيبك أن يكون الفائز ، فتزوجا بعد فترة ليست طويلة من فترات توليها للحكم ، إلا ان المعارضة قامت عليها ، فكيف لآمرأة تتزوج رجلا من رجالات البلد العظيم ، ولا يكون هو ملك هذه البلد ، فقامت بالتنازل عن الحكم ، وعن الرجال الذين كانو يحمونها لعز الدين أيبك ، قبل أن تكتشف بعده خيانته لها مع أمراة أخرى ، الأمر الذي أدى إلى تدبير طريقة للتخلص منه فيما بعد ، فكما ذكرنا هي إمراة قوية جدا ، لا تهتم لقلبها بقدر اهتمامها بتفكيرها العقلي الناضج . واستطاعت أن تدبر حجة لقتله ، فقامت بقتله أثناء نومه بجانبها ، وهكذا انتهت قصة الرجل الذي انقلب على زوجته ، ولم تستطع تولي الحكم بعده ، وتوفيت بعدها بقليل .