نسبه
هو بشار بن برد بن يرجوخ، والملقب "أبو معاذ "، وُلدَ في البصرةِ ضريراً أواخر القرن الهجري الأول، لأبٍ وأمٍ مملوكين لبني عقيلٍ أهل الفصاحة والبلاغة، وعاصرَ الدولة الأموية والعباسية، وتوفي في القرن الهجري الثاني، حين بلغ التسعين من عمره عام 167 هــ، حين ضربه المهدي بالسوط لاتهامه آنذاك بالزندقة، وهو من أصل فارسي، حيث أورد له الأديب الأصمعي، ما يقارب العشرين جَدً من الفرس العجم، ويقال بأن نَسَبَهُ يعود لعائلةٍ حاكمةٍ من الفُرْس، فهو من سلالة مالكة وإن كان مملوكاً، وكان يلقب بِالمُرَعَّثِ :أي بمعنى المُحَلَقْ للبْسِهِ للحُلَقْ وهي الرُعَاثَا، وكان من أشعر أهل عصره، حيث سُمِعَ عنه ما يقارب 13000 بيتاً من الشعر .
حياته
عاش بشار بن برد قِسْماً من حياته في ظل الدولة الأموية، والتي عرف عنها الاحتقار لبعض العجم، وقلة الرعاية والمكانة لهم ، حيث عاشَ في عائلةٍ فقيرةٍ، وكانت لديه نزعة للانتقاص من العرب، بسبب سوء معاملةٍ كانت معه ، فكان يقابلها بافتخاره في أصله الفارسي. وُصِفَ بشار بن برد بحضوره الشعري، وقوة حاضرةِ بديهتهِ وجرأتهِ، وخصوصاً في هجاءه لغيره، حتى وان كانوا حكاما وسلاطين، حيث كان لا يتورع من بذيء القول وفحشه، سواء أكان في مزاحه أم في شعره .
عقيدته
أُخْتُلِفَ في عقيدته، فَمنهم من اتهمه بالزندقةِ، ومنهم من اتهمه بالكفر، وبأنه كان يتظلل بالإسلام ليحمي نفسه، ومنهم قال بأنه مذنب عاص، ولكنه مسلم ولا يُكَفَر، ومنهم من قال انه كان متحيرا في شأن دينه، يمشي بهوى شِعْرِهِ أينما ذهب به، والذي يظهر من ذلك كله أنه كان مسلماً سنياً، ولكنه أسرَف على نفسه .
تأملات في شعر بشار بن برد
لَعِبَتْ حياةُ الشاعرِ دوراً هاماً في توجهاته الشعرية، حيث ظهر الهِجَاءُ جلياً في شعره، ويُقْصَدُ بالهجاءِ ذِكْرَ الصفاتِ الشخصيةِ الذميمة وتفصيلها والإشارة إليها شعراً، حيث برع الشاعر في هذا المجال، فقد كان يستخدمه الشاعر كسلاح ذو حدين، ليستفيد منه، إما كتصفية حسابات شخصية مع بعض الأشخاص، أو لينال به مالا أو مصلحة خاصةً به، وذلك بالتهديد والتخويف من الوقوع في هجاءه .
برعَ الشاعرُ بالتصوير الفني، لِيِعُوِضَ النقصَ الذي عاناه جراء فُقدان بصره , فله أبيات شعرية بالوصف، يعجز عنها المبصرون , حيث برع بأبيات الغزل الشعري ، والوصف الدقيق للحوادث بتفاصيلها المرئية، فقد كانت بصيرته وخبرته أقوى من بصره .
كما ظهرت النرجِسية واضحةً في شعره، وهي تَنُمُ عن ثقةٍ زائدةٍ بالنفس، تؤدي في كثير من أشعاره عن مبالغة في الوصف والهجاء والمدح والفخر بالنفس، وكذلك ظَهَرَ الفحشُ والبذاءةُ في شعره، وعُلِلَ بمشكلةِ كبتٍ جنسيٍ عانى منها الشاعر .