ولد الكولومبي غابريل غرسيا ماركيز في الثاني من مارس عام ألف وتسعمئة وسبعة وعشرون في أراكاتاكا وهذا التاريخ الذي أقرّه في كتابه عشت لأروي. يعتبر غابريل ماركيز من أعلام الكتاب العالميين، عمل في حياته في مهن عدة منها الصحافة والسياسة، كانت الرواية والنشر من أهم منجزاته الحياتية. عاش ماركيز في المكسيك في الفترة الأكبر من حياته، تنقل خلالها إلى أوروبا حالياً، توفي عام 2014.
الحائز على جائة نوبل للأدب، كتب العديد من الروايات والقصص القصيرةوالمؤلفات الدبية الأخرى. استهل ماركيز حياته بوظيفته التي نالها في صحيفة كولومبية بصفته كاتباً، ثم انتقل إلى المراسلة الصحفية في العديد من العواصم الأوروبية وفي نيويورك أيضاً. كانت السفينة التي غرقت من فرط الأحمال عليها مصدر إلهام له في أول أعماله التي نشر، لكن كونه عكس على نقل حقيقة ماحدث الذي جاء على عكس ما أقرّت الحكومة الكولومبية أنها غرقت بسسب عاصفة، بعث في نفسه أرقاً تحول على إثره للعمل في مجال الصحافة والمراسلة. حيث أعاد نشر القصة ذاتها في الخارج وكان بمثابة عمل أدبي له لا خبراً صحفياً.
جابرييل غرسيا ماركيز كان بمثابة الكاتب الواقعي العجائبي الأكثر شهرة، حيث يتبين ذلك من خلال العديد من الأعمال التي قدّمها. تتنوع أعماله بشكل كبير لدرجة أنه لم يصنف بسهولة في حقل أدبي، فمن خلال أعماله نشبت هذه الصعوبة في الإختيار من أي المجلات يمكن تحديد أسلوب الكاتب لاختلافها.
كتب العديد من الروايات الشهيرة عالمياً وتعتبر من أروع ما كتب الأدباء العالميين، منهم 100 عام من العزلة التي ينتقل في أحداثها في مائة عام تغيرت فيها معالم أسرة كاملة على مدار هذه الأعوام، لكن أسلوبها السردي الشيق، يطرد الملل من القارئ ويثير فيه تشويقاً وجذباً لمعرفة الأحداث القادمة. طبعت هذه الرواية لملايين النسخ وترجمت إلى أكثر من لغة من بينها العربية والإنجليزية والفرنسية . من أعماله المشهورة الأخرى الحب في زمن الكوليرا والتي يتناول فيها قصة العشق التي حدثت بين والده ووالدته. تحولت العديد من أعماله لمسلسلات ومسرحيات وأفلام سينيمائية. تناول ماركيز في أعماله مجال السيرة الذاتية أيضاً، فكتب عاهرات السوء وكتب سيرته الخاصة في ثلاث كتب تحت عنوان "عشت لأروي".
لاقت سيرة ماركيز الذاتية رواجاً هائلاً بين أواسط القراء، وحققت مبيعات مرتفعة جداً. كان ماركيز من أنصار حركات التحرر في العالم، وناصر الثورة الكوبية والفلسطينية أيضاً، وتناول في روايته مائة عام من العزلة هذه المواضيع. اختتم ماركيز حياته بوصية شكّلت ثورة ما بين الأحياء على الثرى، ففيها "ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم . فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية أخيرة. حافظ بقربك على مَنْ تحب، إهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم".