لقب القائد العسكري إرفين روميل بـ ( ثعلب الصحراء ) ، حيث يعتبر من أمهر القادة الذين قادوا الحروب في الصحراء الأفريقيّة، ولد رومل في هايدنهايم في ألمانيا عام 1891 م ، وهو من أسرة تنتمي للطائفة البروتستانتية ، والتحق عام 1910 ضابطاً بالجيش في الفوج الرابع والعشرين للمشاة ، وتزوج في عام 1916 في 27 تشرين الأول من فتاة تدعى لوسي في بولندا ، وفي عام 1928 أنجب منها ابنه الوحيد مانفريد .
حارب روميل في كلٍّ من إيطاليا ، وفرنسا ، ورومانيا ، حيث تعرّض للإصابة مرّاتٍ ثلاث ، وحصل خلال حروبه هذه على ( وسام الصليب الحديدي من الدرجة الثانية ) ، وقد عرض عليه منصب ( أركان حرب ) ولكنّه فضّل أن يبقى قائداً ميدانياً في ساحات المعركة عن تلك المناصب، وقد ألّف رومل عام 1937 م كتاباً بعنوان ( هجوم المشاة ) حيث عرض فيه خبرته في المجال العسكري ، لتدرّس في الأكاديميّات العسكريّة التي كانت لديه الإرادة في التدريس فيها كل الأنواع الجديدة التي أتقنها من طريقة التفكير العسكري والخطط ، وتمّت ترقيته في عام 1938 إلى رئيس للضباط في مدرسة ( وينر نيوستادت ) في مدينة فيينا ، ليرقّى في بداية الحرب العالمية الثانية إذ أصبح القائد المسؤول عن الحراسة الشخصيّة لهتلر ، فشارك في غزو بولندا من قبل النازيين عام 1939 ، وأصبح ( قائد التشكيل السابع لقوات البانزر ) عام 1940 ، وكان ذلك قبل أشهر ثلاثة فقط من غزوه لهولندا وفرنسا ، الأمر على أزعج زملائه الضباط وأبدوا استيائهم .
أما بلجيكا فكان عصيّة على اقتحامها بسبب كثرة الجسور المدمّرة وأيضاً انتشار عناصر القناصة وكثرة المدفعيّة البلجيكيّة ، الأمر الذي استدعى رومل شخصياً لأن يعبر الجسر ويأمر بحرق بعض البيوت ليتصاعد الدخان ويواري هجومه ، فعبر النهر بواسطة القوارب المطاطيّة وتمّ غزو بلجيكا عام 1940، كلّف فيما بعد بأن يدعم القوات الإيطالية الموجودة في شمال إفريقيا ، ليحقّق بذلك الانتصارات العظيمة هناك ، الأمر الذي أدّى إلى ترقيته لرتبة ( مشير ) من قبل هتلر .
ولكنّ ، وبسبب الصيف القاسي الذي سيواجه الجيش الألماني في شمال أفريقيا ، كانت رغبة روميل بأنّ يتمّ سحبه من هناك ، ولكن إرادة هتلر كانت عكس ذلك ، بل أمرهم بالهجوم على مصر وخاصة القاهرة وقناة السويس ، فما كان من الجيش الألماني إلاّ الانصياع وتلبية أوامر هتلر ، إلاّ أنّ الجيش البريطاني قد أوقف هذا الهجوم قبل وصول فرقة روميل إلى الإسكندريّة بمئتي كيلو متر فقط .
اتّهم روميل بالتآمر لاغتيال هتلر ، وبعد أن عاد إلى ألمانيا عام 1944 ، تمّ تخيره من قبل الزعيم النازي ، بأن يتناول السمّ ويموت منتحراً ، محافظاً بذلك على شرفه العسكري وبأوسمته ورتبه وسمعته ، أو أنّ يتمّ تقديمه بتهمة خائن إلى محكمة الشعب ، فما كان منه إلاّ أن اختار الموت محتفظاً بسمعته على أن يحاكم ، حيث عرفت ما هى اسباب موته بأنّه أصيب بجلطة في القلب أدّت إلى وفاته ، ولكن بعد موت هتلر كشفت الحقيقة حيث كان روميل قد أخبر ابنه وزوجته بمصيره .