يعتبر بيير شويري نجل أنطوان شويري الّذي وافته المنيّة عام 2010 الوريث لوالده في شركته الّتي تركها، (الشويري جروب )والمتخصّصة في مجال التسويق الإعلامي، والتي تمّ تأسيسها عام 1970م.
استمرّ بيير شويري خلال استلامه لشركة والده "انطوان شويري" المتخصّصة بالإعلام بتعزيز هذه التركة، والنهوض بها وتطويرها، معتمداً على جهده وجهد مجموعة من الشركات المساندة كمجموعة MBC، ومجموعة DMS، وغيرها الكثير من الشركات، واعتماده ايضاً على ممثّلين جدد لوسائل الإعلام مثل قناة الحياة في مصر.
كان أنطوان شويري متأكّداً من نجاح ابنه بيير وقدرته على المحافظة على هذه الامبراطورية، وذلك يبدو واضحاً من خلال تعامل بيير مع ممثّلي وسائل الإعلام بشكلٍ عام، ومع قناة أبو ظبي بشكلٍ خاص، وبعد وفاة أنطوان اعترف بيير بأنّه ممتنٌّ جدّاً لوالده الّذي كان صارماً واضاف "هذا ما جعلني أقوى" و "ان الامور يجب ان تؤخذ بجدية ولا شيء يأتي بسهولة".
استمرّت شركة شويري للدعاية والإعلان في التقدم المستمر على يد بيير شويري، وكان ذلك منذ عام 2005؛ حيث بدأ شويري بتوسعة وسائل الإعلام التقليديّة ووسائل الإعلام الرقمية، وتعاون في ذلك مع مجموعة من وسائل الإعلام الّتي لها مركزها الهامّ منها مجموعة خدمات وسائل الإعلام الرقمية (DMS)؛ حيث ابتكر بالاشتراك مع هذه الشركة مجموعة من الأفكار التكنولوجيّة في التسويق الرقمي، ولكن ذلك لا يعني أنّه تخلّى عن وسائل الإعلام التقليديّة؛ لأنّه يعتقد بأنّها تكمّل بعضها البعض، وذكر بأنّ وسائل الإعلام التقليديّة ستبقى موجودةً حتّى الأزل، ولكن يجب أن تجرى عليها بعض التعديلات، فالتلفاز مثلاً ما زال موجوداً حتّى يومنا الحاضر، ولكن طريقة مشاهدته اختلفت؛ حيث أصبح الناس يستخدمون الهواتف المحمولة، أو الآيباد مثلاً في المشاهدة، وبذلك تكون الوسائل القديمة موجودة ولكنها واكبت التطور التكنولوجي الموجود في أيامنا هذه.
وفي حديث بيير عن سوق الإعلانات المحلّي على الإنترنت وصفه بأنه محدود؛ حيث يقدّر المجموع بشكل عام لسوق الإعلانات التجاريّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MENA بما يقارب 3 بليون دولار أمريكي لجميع الوسائل الموجودة. وإذا أردنا أن نكون وفقاً للمعايير العالميّة فيجب أن تكون الإعلانات تتوافر من 7- 10 بالمئة من المجموع الكلّي، ولكن حتّى الآن لم نصل إلى هذا الرقم؛ حيث لم تتجاوز نسبة إعلاناتنا واحد بالمائة باستثناء محرّكات البحث (جوجل، ياهو،...).
في أواخر عام 2009م، قام شويري بتوسيع مجموعته بشكل لافت للنظر؛ حيث إنّه اعتمد على الإعلانات الرقمية الّتي كانت تعدّ خطّاً جديداً لم يعتد عليه السوق الإعلاني، واستمرّ هذا الهدف بالنموّ حتّى بداية عام 2011م الّتي شهدت انتقالاً وتميّزاً كبيراً في هذا المجال.
ومما يجدر ذكره اطلاق مجموعة شويري بقيادة بيير برنامجاً يساهم في الإعلان الإلكتروني بالاشتراك مع الكاتيل لوسنت وشركة اتّصالات في الإمارات العربية المتحدة، وذلك في شهر مارس من عام 2012م. وكانت بداية البرنامج محدودة إلّا أنّه عُرف وبشكلٍ كبير بسبب الانتشار الواسع في الوسائل التكنولوجيّة.
استطاع بيير شويري أن يواجه كل العقبات التي تحصل أمامه؛ حيث إنّه وعلى الرغم من تراجع سوق العمل وكساده في فترة من الفترات -انخفض بنسبة تتراوح بين 10 -15 بالمائة- لم يتراجع عن مبادئه، وكان يتمتّع بالشفافيّة والمصداقيّة في التعامل مع وسائل الإعلام؛ حيث إنّه ضاعف هو وفريق عمله جهودهم كي يحسّنوا عروضهم الّتي تلفت نظر الإعلام، وقد نجحوا في ذلك وتجاوزوا الأزمة دون وقوع الخسائر.
وأشار بيير شويري إلى أهميّة الإعلان والقطاع الإعلامي في تعزيز النموّ الاقتصادي؛ حيث قال: (نحن مدينون في هذا النموّ الاقتصادي ليس لأنفسنا وحسب، ولكن للملايين من الشباب العربي، وذلك للحفاظ على صناعتنا الحيويّة والمتنامية). ووضّح شويري بأنّ النجاحات والتطوّرات الّتي حصلت عليها شركته كانت بدعمٍ من عدّة مجموعات وشركات إعلانيّة محليّة وبعضها عربيّة، وكانت أيضاً بفضل تظافر جهود فريق متخصّص يتكوّن من حوالي 600 مدير فنّي.
وأضاف شويري بأنّ شركته تؤمن بما يسمّى المثلّث الذهبي (المعلنون، والوكالات، ومجموعات الإعلام وممثّليها)؛ حيث إنّ صناعة الإعلام المحلّي ونموّه والازدهار به تعتمد على تعاون جميع أفراد هذا المثلّث لتحقيق المراد. وفي الحديث عن رؤية شويري المستقبليّة بيّن بأنّه سيسير على المنوال نفسه لاستكمال خدمة الإعلان والمنتجات الاستهلاكيّة الّتي تُطلب باستمرار من قبل المستهلكين، وقال بأنّه سيستمرّ على خطّته الّتي تثق بأن نجاح أي عمل يعتمد على الروح العائليّة التي يجب أن تكون متوافرةً في فريق العمل.
ومن الجدير بالذكر انه تمّ إطلاق لقب (رجل وسائل الإعلام) على بيير الشويري، وذلك تقديراً لجهوده الكبيرة والواسعة في استهداف أسواق جديدة لم تكن موجودة، وبسبب سيره على خطى والده على الرغم من كلّ الصعوبات والعثرات الّتي واجهته خلال مسيرته.