رجب طيب أردوغان ، اسمٌ ذاع صيت صاحبه و بلغ الآفاق ، و أصبحت وسائل الإعلام العالميّة تتناول هذا الاسم كأحد أهمّ الأسماء الحاضرة بقوّة في المشهد السياسي على السّاحة الدّوليّة ، بل لا نبالغ إن قلنا أنّ رجب طيب أردوغان أصبح زعيماً روحياً للكثيرين من محبّيه على امتداد العالم العربي و الإسلاميّ ، فمواقف الرّجل التي تتحدّث عن نفسها إنّما تعبّر عن شخصيّةٍ قياديّةٍ فذّةٍ ، سعت و تسعى لرفعة الأمّة الإسلاميّة و نهضتها ، و الرّقي بها لمجاراة الأمم المتقدّمة ، فمن هو رجب طيب أردوغان ؟ و كيف كانت نشأته ؟
نشأ رجب طيب أردوغان في بيتٍ فقيرٍ متواضعٍ في اسطنبول ، فأبوه كان رجلاً بسيطاً بالكاد يأمّن قوت عياله ، و قد كان ولده رجب يساعده في تأمين لقمة العيش بصبرٍ و مسؤوليّةٍ ، ثمّ تدرّج الشّاب اليافع في دراسته حتّى تخصص في كليّة الاقتصاد و الأعمال و أبدع فيها ، و قد كان همّ الشّاب المتوقّد رجب هو المشاركة في العمل السياسيّ و الجماهيريّ ، و تحقيق انفراج سياسي بعد سيطرة العلمانيّة و العسكر على تركيا ، و إعادة الديمقراطيّة بشكلها الحضاري إلى الحكم ، فانضم الشّاب رجب إلى أحد أهمّ الأحزاب الجماهيريّة التي حملت لواء التّغيير في تركيا و هو حزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان ، و قد ألغيت الاحزاب السياسيّة في تركيا سنة 1980 و اعتقل الكثيرون ، ثمّ أعادت السّلطات التركيّة النّشاط السياسيّ و الأحزاب عام 1983 ليشارك أردوغان في العمل السياسيّ مع حزب الرّفاه الذي حقّق مكاسب كبيرةٍ في البرلمان و حقّق أغلبيّةً ساحقةً ، و في عام 1994 رشّح أردوغان لتولّي رئاسة بلديّة اسطنبول ، و قد بقي عمدةً أربع سنوات ، ثمّ اعتقل بتهمة المسّ بالعلمانيّة بسبب قصيدة ألقاها أشاد فيها بدور المساجد في صناعة الهويّة الإسلاميّة ، و قد أسّس أردوغان حزب العدالة و التنمية الذي استطاع أن يفوز بأغلبيّة تؤهّله لرئاسة الحكومة ، حيث تولّى أردوغان الحكومة عام 2003 ، و بقي فيها حتى 2014 حيث أصبح رئيس تركيا . و قد حصل أردوغان على جوائز كثيرةٍ ، و كانت مواقفه حاضرةً دائماً في ذهن الإنسان العربيّ ، فلا أحد ينسى موقفه في منتدى دافوس حيث ردّ على الصهيوني بيريز بقوّةٍ ، و بين له عدوان كيانه على الأطفال و النّساء و استباحة الأعراض .