مملكة حضرموت
حضرموت هي إحدى الممالك القديمة التي قامت في اليمن، في الألفيّة الأولى قبل الميلاد وعاصمتها (شبوة)، وتعني كلمة حضرموت حرفياً (فناء الموت)، أما حضرموت بحسب النصوص العربيّة القديمة هو اسمٌ لقبيلة شأنها شأن مملكة سبأ في هذا الأمر.
كانت سياسة مملكة حضرموت قريبة إلى حدٍ ما من سياسة الممالك القديمة، والتي تعمل على السيطرة على الأراضي الخصبة، والعمل على عقد عددٍ من التحالفات مع عددٍ من القبائل.
مملكة حضرموت كانت سابقاُ تابعة لمملكة سبأ، إلى أن خرج على السبئيين ثائراً اسمه ( يدعئيل بن رب شمس)، حيث عمل على جمع القبائل، وقام بالثورة عليهم، وتكللت تلك الثورة بالنجاح والانتصار، لكن السبئيين قبل انسحابهم من حضرموت قاموا بإحراق المدينة كاملةً.
نبذه عن مملكة حضرموت
تقع مملكة حضرموت في الجنوب من شبه الجزيرة العربيّة، شرقي اليمن على ساحل بحر العرب، حيث تميزت هذه المنطقة التي قامت عليها المملكة بأنها واسعة ومحاطة بكثبان الرمل المعروفة باسم (الأحقاف)، ومن أشهر المدن فيها بالإضافة للعاصمة شبوة هي تريم، وأحيطت المملكة بالقلاع والقرى.
يذكر بعض المؤرخين بأن اسم المملكة يعود إلى حضرموت بن قحطان الذي نزل في المنطقة، وأقام فيها فأطلق عليها اسم حضرموت نسبةً له، أما عددٌ آخر من المؤرخين رجح أن سبب التسمية يعود إلى اللقب الذي أطلق عليها بسبب الأعداد الكبيرة من القتلى الذين تساقطوا فيها في فترات الحروب التي خاضتها المملكة، حيث لقبت بـ (وادي الموت أو دار الموت) في تلك الفترة.
عاصرت مملكة حضرموت العديد من الممالك في ذلك الوقت، كـ (سبأ، ومعين، وقتبان)، وعندما ضعفت دخلت تحت حكم دولة حمير الثانية. كانت العاصمة القديمة لمملكة حمير هي (ميفعة)، ثم أصبحت فيما بعد شبوة التي تم تأسيسها سنة مئتين قبل الميلاد، حيث عمل أهل المدينة في التجارة والزراعة، وكانت المملكة تصدر المر والبخور واللبان عن طريق البحر والبر.
سقوط مملكة حضرموت
في القرن الثالث للميلاد سقطت مملكة حضرموت وانتهى الحكم فيها على يد (شمر يهرعش)، وأصبحت ضمن ممالك سبأ وحضرموت وذي ريدان وتهامة واليمن حتى مطلع القرن السادس للميلاد، والذي شهد سقوط مملكة حمير على يد مملكة أكسوم المدعومة من الملك جستين الأول ملك القسطنطينيّة.
بعد سقوط مملكة حمير عاد بعض السلام والاستقلال للحضارمة، لكنهم لم يسلموا من الاعتداءات التي كان يشنها أعراب قبيلة كندة عليهم، وقامت بعدها قبيلة بني جبلة بن عدي بالتوغل في مملكة حضرموت، حيث قامت تلك القبيلة بالسيطرة على عدة أجزاء منها، وبقيت السجالات تسيطر على الوضع في المملكة حتى جاء الإسلام، حيث اعتنق سكان حضرموت الدين الإسلامي بعد تلقيهم كتاباً من النبي محمد الذي قام بإرساله لـ (وائل بن حجر الحضرمي) وهو كبير الأقيال في حضرموت، وبعد تلقي وائل للكتاب اعتنق الإسلام وتبعته حضرموت في هذا الأمر.