مملكة حمير
تعرف أيضاً بمملكة سبأ، ومملكة حضرموت، بسطت نفوذها في الأراضي اليمنية منذ عام مئة وعشرة قبل الميلاد، وبقيت قائمة حتى عام خمسمائة وخمسة وعشرين ميلادي، وتعتبر آخر مملكة قامت في اليمن قبل دخول الإسلام إليها.
تربطها علاقة وطيدة بمملكة كندة، تتمثل بتحالف أقامته المملكتان في القرن الثاني قبل الميلاد، وكانت مملكة حمير قائمة في منطقة ظفار بريم، ومن أهم ما قامت به هو الانتهاء والتخلص من الممالك القديمة في تاريخ اليمن.
تعود أصول قبائل حِميَر إلى قبائل مملكة سبأ، وكانت تعتنق الديانة اليهودية، وكانت هذه القبائل يمتد نفوذها في المناطق الأربعة تُعز، وآب، وذمار، وريمة، وكانت عاصمة مملكتهم التي أقاموها هي ظفار.
من الجدير بالذكر أن الفترة التي بدأت فيها مملكة حمير كانت من أكثر الفترات اضطراباً في التاريخ اليمني، إذ رافق ظهورها مجيء الأقيال وهم الرؤساء الذين يمتلكون صلاحيات واسعة وتكون سلطتهم أكبر من شيوخ القبائل، وكان ظهورهم قد ارتبط بانتهاء الهيمنة اليمنية على الموانئ التجارية في البحر الأحمر.
كما شهدت السلطة المركزية لمملكة سبأ ضعفاً غير مسبوق، وترك الحميريون بصمة واضحة في التاريخ الديني لمملكتهم، إذ عملوا على توحيد الآلهة في منطقتهم وعبادة إله واحد اسمه رحمن، وفي بداية نشأة مملكتهم كانوا موحدين، ثم اعتنقوا الديانة اليهودية ومع حلول القرن السابع الميلادي دخلت مملكة حمير في الدين الإسلامي عن بكرة أبيها.
نظام الحكم
اعتمدت مملكة حمير في تعاقب الملوك في تولي الحكم فيها على نظام حكم ملكي وراثي، أي ينتقل فيها الحكم من الملك الأب إلى ابنه تلقائياً عند وفاته أو في حالة التنحي عن الحكم.
الدين
بدأت حياة أهل حمير في عبادة الأيل وهو عبارة عن حيوان أليف له قرون من العظم موجودة في رأسه، ومع مرور السنين اعتنقوا الديانة اليهودية وظهر ذلك من خلال النقوش التي ملأت الجدران في معالمهم الأثرية التي تركوها في مدنهم.
كان اعتناق الحميرييّن للديانة اليهودية طريقاً لتسهيل دخولهم للإسلام، فطلب نفر من أهل حمير مقابلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصادف ذلك شهر رمضان المبارك وانطلقوا إليه ليقابلوه، فمات أحدهم خلال رحلتهم إلى رسول الله وكان صائماً، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتهم الخاصة بما معناه أنه ليس من البر الصيام في السفر، ويذكر بأن المملكة الحميرية قد تركت أثراً في الفتوحات الإسلامية حيث شاركت قبائلها بالفتوحات من الصين وصولاً إلى الأندلس.