يحرص الوالدين دائماً على رعاية أبنائهم وتعاهدهم بالتّربية الصّالحة حتى يشبّوا ويكبروا، وإنّ أسمى الأمنيات التي يتمنّاها الأبوين أن يروا ابنهم شابّاً يافعاً صالحاً حسن الأخلاق برّا بهم، فترى الأباء يحرصون ومنذ أن يكون الولد صغيراً على تنشئته على الأخلاق الحميدة، ويزرعوا فيه كلّ القيم المثلى، وإذا رؤوه ينحرف عن هذا المنهج يجزعوا لذلك أشدّ الجزع، لذلك يبقي التّحدي الأكبر أمام الوالدين في أن يظلّ ابنهم بعيداً عن رفقاء السّوء الذي يزيّنون السّوء لمن حولهم، وإنّ رفيق السّوء حقيقةً قد يهدم ما بناه الآباء في سنين طويلة، وبالتّالي يجب على الوالدين باستمرار مراقبة ولدهم، ولكي يبعدوه عن رفقاء السّوء عليهم بما يلي :
- أن يحرصوا على أن يبقى ابنهم في بيئةٍ نظيفةٍ، فالمرء على دين خليله، فإذا وجد الابن في بيئةٍ حسنة حيث يستطيع تكوين صداقاتٍ مع أقران ذوي أخلاق حسنة تحقّق المراد، واستطاع الأبوين أن يبعدوا أبناءهم بذلك عن رفقاء السّوء .
- كما أنّ من بين الوسائل التي يمكن اتباعها في ذلك، أن يقوم الوالدين بتوعية ابنهم بمخاطر الإنحراف عن جادّة الصّواب، وكذلك أن يبيّنوا له مخاطر رفقاء السّوء وصفاتهم، فقد يلتبس على الابن أحياناً بعض الصّفات، ويظنّ رفيق السّوء جيّداً أو ماهراً، وهذا حاصلٌ أحياناً في كثيرٍ من مجتمعاتنا حيث يقول الأب للابن أحياناً امشي مع صديقٍ قوي حتى يحميك، ويتناسى الأبوين أنّ هذا الصّديق القوي أو الحاذق قد يكون رفيق سوءٍ يأخذ بيد ابنهم إلى طريق الإثم والرّذيلة، وبالتّالي فإنّ وضع المعايير الصّحيحة في اختيار الرّفقاء هي من الأمور التي تسهم في ابتعاد الأبناء عن رفقاء السّوء واختيار الرّفيق الصّالح .
- وإنّ من الآباء من قد يكون شديداً في هذا الأمر، وقد يرى أنّه من المستحسن أحياناً وحين يشعر أنّ ابنه يمشي مع رفيق سوءٍ أن يزجره عن ذلك بقوّة، أو أن يلتقي برفيق السّوء ويأمره بالابتعاد عن ابنه، وهذه الوسيلة قد تكون نافعةً أحياناً ولكن تعرف ما هو احسن وأفضل منها الوسائل التي يكون فيها مصارحةٌ ومكاشفةٌ بين الآباء والأبناء، حيث يتكلّم الأب مع أبنه وكأنّه صديقٌ له، ويبيّن له مخاطر هذا الصّديق على أخلاقه وصورته أمام النّاس، حمى الله شبابنا وفتياتنا من رفقاء السّوء، آمين .