الرضاعة الطبيعية
اتخاذ قرار الرضاعة الطبيعيّة هي مسألة شخصيّة تتعلق بالأم وحدها، ولكن قد يعطي الكثير من النّاس من حولها كالعائلة والأقارب رأيهم بهذهِ المسألة، وبالأخص لأنَّها مُفيدةٌ جدّاً للأم والطفل معاً في كثيرٍ من النواحي، في يومنا هذا ينصحُ الأطباء والكثير من الباحثين الأم الجديدة بضرورة الرضاعة الطبيعيّة؛ لما لها من أهميّة وفوائد، هذا إن كانَ ذلِكَ بالإمكان، فبعض الأمهات لا يتكوّن لديهنَّ الحليب بشكلٍ طبيعي أو كافٍ للطفل، لذلِكَ يلجأنَ لاستخدام الحليب الصناعيّ بالرضّاعة.
أهميّة الرضاعة الطبيعيّة للطفل
يوفّر حليب الأم التغذية المثالية للرضيع، فهوَ يحتوي على مزيج قريب للكمال من الفيتامينات والبروتينات، والدهون، وكل شيء يحتاجهُ الطفل للنمو، بالإضافة إلى أنّهُ أسهل للهضم من الحليب الصناعيّ، ويحتوي حليب الأم على أجسامٍ مُضادة تُساعد الطفل على محاربة الفيروسات والبكتيريا، كما أنّهُ يُقلل خطر إصابة الطفل بالربو أو الحساسية، هذا وإنَّ الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية خالصة لأول 6 أشهر من عمرهم، تقل لديهم نسبة التهابات الأذن، وأمراض الجهاز التنفسي، ونوبات الإسهال الشديدة، كما أنَّ نسبة زياراتهم إلى الطبيب والمُستشفى تكونُ أقل من غيرهم.
وقد تم ربط الرضاعة الطبيعية في بعض الدراسات بدرجات مُعدل الذكاء العالي في مرحلة الطفولة في وقت لاحق، وتعرف ما هو أكثر من ذلك، فإنَّ التقارب الجسدي، ومُلامسة الجلد للجلد، واتصال العينين بين الطفل والأم يُساعد على زيادة الرابط بينهما بالإضافة إلى شعور الطفل بالأمان والراحة.
كما أنّ الأطفال الذّينَ يحصلونَ على الرضاعة الطبيعيّة يكتسبونَ الوزن بشكلٍ طبيعيّ، ولا يكونونَ مُعرّضين لزيادة الوزن عندَ التقدم بالعمر، بالإضافة إلى أنَّ الرضاعة تلعبُ دوراً هامّاً للوقاية من حالات الموت المُفاجىء لدى الرضّع، ولقد كان يُعتقد بأنّهُ يُساعد بخفض خطر الإصابة بمرض السكري، والسمنة، وبعض أنواع السرطان أيضاً، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث للتأكُّد من ذلِك.
أهميّة الرضاعة الطبيعيّة للأم
الرضاعة الطبيعية تحرق السعرات الحراريّة الزائدة، لذلك يمكن أن تساعد الأم على فقدان الوزن المُكتسب خلال الحمل بشكلٍ أسرع، كما أنّها تصدر هرمون الأوكسيتوسين، مِمّا يُساعد على عودة الرحم إلى حجمهِ الطبيعيّ لما قبل الحمل، ويُمكن أن تُساعد بالتقليل من نزيف الرحم بعد الولادة، بالإضافة إلى أنّها تُقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، وقد تُقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام أيضاً.
وبما أنَّ الأم غير مُضطرة لشراء الحليب الصناعيّ والرضّاعات، والمُعقم الخاص بها، فإنَّ ذلِكَ يوفر الوقت والمال، كما أنّ الرضاعة الطبيعيّة تُساعد بإعطاء الأم وقتاً للاسترخاء والراحة مع رضيعها.