تضم الطبيعة من حولنا الكثير من العناصر المتواجدة فيها بصورة طبيعية، وقد تم ترتيب هذه العناصر وفق ما يسمى بالجدول الدوري، ويعتبر عنصر الكالسيوم أحد هذه العناصر ويحتل المرتبة الخامسة بين باقي العناصر من ناحية وفرة وجوده على القشرة الأرضية، ويحمل الكالسيوم رقماً ذريّاً مقداره 20، ولونه في الطبيعة رمادي خفيف، ويعتبر من العناصر ذات الأهمية وفائدة الكبيرة جداً في العديد من التفاعلات الكيميائية، لكن تكمن أهميته الكبرى في دخوله كعنصر مهم في أجسام الكائنات الحية كما أنه يلعب دوراً بالغ الأهمية وفائدة في وظائف الخلايا الحية.
أمّا فيما يختص بجسم الإنسان فإنّ الكالسيوم يشكّل من (1 – 1.5) كغ من كتلته، ومعظمها متركزة في العظام والأسنان بنسبة 98%، ويتواجد الكالسيوم في الدّم وبالتحديد في بلازما الدم بنسبة تتراوح بين (9 إلى 11) ملجم/لتر، ومهمته العمل على إيصال الإشارات الحيوية عبر جدران الخلايا وتحفيز العضلات على القيام بوظائفها، كما أنّه يحفّز عملية نقل الإشارات الكهربائيّة بين الخلايا العصبية فيما بينها، وبين الخلايا العصبية والعضلات، وهو عنصر أساسي لبناء العظام والأسنان وتقويتها.
ويحصل الإنسان على الكالسيوم من خلال تناوله من لمصادر الكالسيوم الطبيعية، أي من الأغذية الغنيّة بالكالسيوم، كالألبان والأجبان والحليب، البقوليات، البروكلي، السلمون، الزبادي، الأرز البني، البرتقال، الكرنب، والسمسم، وتبلغ حاجة الإنسان اليومية من الكالسيوم حوالي 1 غم، ويفضّل دائماً الحصول عليه من مصادره الطبيعية، لكن في حال حدوث نقصان كبير في كمية الكالسيوم، يلجأ الكثير من الأشخاص إلى تناول أقراص الكالسيوم.
وأقراص الكالسيوم هي عبارة عن أقراص مركّبة من عنصر الكالسيوم بشكل رئيسي وهي ذائبة في الماء، وتكمن فائدة هذه الأقراص بأنها تعوّض النقص الحاصل في كمية الكالسيوم في الجسم، فيتم تناولها للحفاظ على صحة العظام وتقويتها، وعادةً ما يتم تناولها من قِبل مصابي هشاشة العظام، لأنها تعمل على بناء العظام وتحافظ على صحتها، كذلك الأمر بالنسبة للأمهات الحوامل والأطفال الذين يعانون من نقص الكالسيوم، وبشكل عام تكمن أهمية وفائدة الكالسيوم لجسم الإنسان في:
وعند اللجوء لتناول هذه الأقراص يجب استشارة الطبيب أولاً، ذلك لأنّ تناول هذه الأقراص بدون استشارة طبيّة قد يعرّض الإنسان إلى العديد من المشاكل وعيوب الصحية، فهضم هذه الأقراص يؤدي إلى زيادة مستوى الكالسيوم في الدم بشكل كبير ومفاجئ ممّا يؤدي إلى تراكمه على جانبي الشرايين، الأمر الذي يجعلها متصلّبة، وهذا ما يؤدي إلى الإصابة بتصلّب الشرايين الذي يساهم في حدوث آلام في الصدر وارتفاع ضغط الدّم، والنوبات القلبية.