الرئيس جمال عبد الناصر
هو ثاني رئيس مصري، وهو جمال عبد الناصر حسين، بن خليل بن سلطان المري، ويعدّ من أبرز قادة ثورة الثالث والعشرين من شهر يوليو عام ألف وتسعمئة واثنين وخمسين التي انتهت بإطاحة رئاسة الملك فاروق، ولد في الخامس عشر من شهر يناير عام ألف وتسعمئة وثمانية عشر ميلاديّة في الإسكندريّة.
تولّى عبد الناصر قبل وصوله سدّة الحكم منصب رئيس الوزراء في مصر في الرابع عشر من شهر يونيو عام ألف وتسعمئة وستة وخمسين، وحظي حكم الرئيس جمال عبد الناصر بترحيب بين صفوف الشعب المصري، ولم تكن لسياسته في التعامل مع أحداث الحرب البادرة نتائج جيدة، حيث إنّها قادت إلى توتر العلاقات الدولية المصرية مع القوى الغربيّة واضطرابها، وبالتالي فشل مخطط عبد الناصر في بناء السد العالي، نتيجة سحب الدول الغربية تمويلها لهذا المشروع، وكان رده قاسياً على سحب التمويل فقد ردّ على ذلك بتأميم قناة السويس عام ألف وتسعمئة وستة وخمسين ميلادي، وفي ذلك الوقت كانت قد وقعت محافظة سيناء تحت احتلال الدول الغربيّة، وهي فرنسا وإسرائيل وبريطانيا دول العدوان الثلاثي، لكن بفعل الضغوطات الدولية أُجبرت هذه الدول على الانسحاب من سيناء.
نشأة جمال عبد الناصر
نشأ الرئيس جمال عبد الناصر في الإسكندرية، في حي باكوس في منزل والده، وجاء ميلاده قبل اندلاع أحداث ثورة ألف وتسعمئة وتسعة عشر ميلادية في الجمهورية المصرية، وتعود أصوله إلى الصعيد المصري في أسيوط، وهو أول أبناء عائلته، وله أخوان، وهما عز العرب والليثي.
بدأ جمال عبدالناصر تعليمه في المراحل الدراسيّة الأولى في إحدى رياض الأطفال في منطقة محرم بك في محافظة الإسكندرية، ومن ثم انتقل بالمدرسة الابتدائيّة في منطقة الخطاطبة لتلقي الدراسة في المرحلة الابتدائية، ومن ثم مدرسة النحاسين الابتدائية في العاصمة القاهرة، وتوفّيت والدته في شهر إبريل من عام ألف وتسعمئة وستة وعشرين خلال دراسته في القاهرة وهو بعيد عنها، والتحق بعد انهائه المراحل الابتدائيّة بمدرسة النهضة الثانوية في القاهرة، وكان له أدوار ومشاركات في مسرحيّات مدرسيّة، وكما شارك في المجلة المدرسية بكتابة مقالات متعدّدة، وكانت أول مشاركة سياسية له في الثالث عشر من شهر نوفمبر عام ألف وتسعمئة وخمسة وثلاثين، حيث سيّر مظاهرة طلابية جابت أرجاء القاهرة للتنديد بالحكم البريطاني، وكان ذلك على هامش بيان لوزير الخارجية البريطاني صمويل هور الذي ثار الشعب المصري على إثر إقراره برفض استرجاع مصر لحياتها الدستوريّة، وتعرّض للإصابة بالجروح خلال المظاهرة في جبينه، ونجم عن مظاهرته هذه عودة الدستور بقرار من الملك فاروق.
وفاة جمال عبد الناصر
توفي الرئيس المصري جمال عبد الناصر بعد إصابته بوعكة صحية ألمّت به حيث أصابته نوبة قلبية، ورقد على سرير الشفاء لعدة ساعات فقط وفارق الحياة مساء اليوم الثامن والعشرين من شهر سبتمبر عام ألف وتسعمئة وسبعين ميلادية، وعاشت مصر بعد إعلان نبأ وفاته بحالة من الصدمة، وشارك في تشييع جثمانه سبعة ملايين شخص وتم ذلك في الأول من شهر تشرين في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة الكثير من رؤساء العالم ورؤساء الدول العربية.
وتضاربت الروايات وتباينت حول وفاة الرئيس جمال عبد الناصر بأنّها كانت إثر تعرّضه للتسمّم، ووجهت أصابع الاتهام إلى صبري البنا وجعفر النميري بهذه التهمة، وكان ذلك في الثاني من شهر يناير عام ألف وتسعمئة وسبعين ميلادية في العاصمة السودانية الخرطوم.