يتميّز النّاس الأذكياء بقدرتهم على التّحليل وفكّ الطّلاسم العلميّة بكلّ اقتدار، ودائماً ما يشار إلى الأذكياء بالبنان، ذلك بأنّهم يتصّدّرون المشهد العلميّ وربّما السّياسي في العالم، كما أنّهم بذكائهم ينالون مراتب ودرجاتٍ يحترمهم النّاس لأجلها، وتشكّل مخترعاتهم وما يبتدعونه من نظرياتٍ وأعمالٍ خير مرشدٍ للدّارسين، وقد اشتهر عدد من العلماء عبر التّاريخ بسبب عبقريّتهم منهم توماس أديسون، وليوناردو دافنشي، وأينشتاين وغيرهم الكثير، وكذلك كان عدد من العلماء العرب الذين سبقوهم وتميّزوا بالذّكاء والنّباهة في علومهم، كجابر بن حيان في الكيمياء، وابن سينا والرّازي في الطبّ، وكذلك الحال في سائر العلوم، وقد تميّز آخرون بالذّكاء والدّهاء السّياسي لأنّهم استطاعوا بذكائهم الخروج ببلادهم من الأزمات المتلاحقة، ويتساءل بعض النّاس عن الذّكاء، وهل من الممكن للإنسان أن يصبح ذكيّاً، والحقيقة أنّ بعض النّظريات أو التّحليلات ترى بأنّ الذّكاء هو أمرٌ فطري أو جيني يكتسبه الإنسان منذ الولادة وعن طريق الوراثة، بينما ترى نظرياتٌ أخرى بأنّ الذّكاء قد يكون مكتسباً في جوانب معيّنة من جوانب العلم والمعرفة، والرّاجح أنّ هناك عدد من الأمور تجعل من الإنسان فطناً متبصّراً في حياته، ومنها :
- إنكباب النّفس على دراسة العلوم المختلفة وإدراكها، فلا شكّ بأنّ العلم يرتقي بمدراك الإنسان ويوسّعها فترى ما لا تراه النّفس الجاهلة، وقد أكّد القرآن الكريم على دور العلم في رفع مكانة الإنسان عند الله تعالى ودرجته، ذلك أنّ الإنسان العالم العارف باسرار الكون يكون أكثر معرفةٍ لله تعالى من غيره من البشر، فيكون لأجل ذلك أخشاهم له سبحانه .
- كما أنّ من الأمور التي تجعل الإنسان ذكيّاً اكتسابه المهارات الإجتماعيّة والذّكاء العاطفي الذي يمكّنه من التّواصل مع النّاس بشكلٍ أكثر فاعليّة، وقد ظهرت علوم جديدة تركّز على تنمية هذا النّاحية في الإنسان مثل علوم البرمجة اللّغويّة والعصبيّة، وكيف ينمي الإنسان مهاراته الفكرية في التّواصل مع النّاس، وطرق ووسائل الاستفادة من العلوم المختلفة بطريقة علميّةٍ مبسّطة .
- وأخيراً يساهم كثرة المران وحلّ الأمور الرّياضيّة المختلفة التي تعتمد على التّحليل في تنمية مهارات العقل عند الإنسان وزيادة ذكائه، فالعقل إذا اعتاد حلّ المسائل الرّياضيّة كلّما ساهم زاد في زيادة مهاراته في التّحليل والاستنباط .
