أهمية وفائدة فهم الذات
ذات الإنسان هي المفتاح الرئيسي لنهضته في الحياة، وتحقيق الآمال والطموحات، لذا وجب عليه أن يفهم ذاته بشكل يتيح له الاستفادة من مكنوناتها، والأهم من ذلك تحجيم شرورها، فلو لم يستطع الإنسان إخراج احسن وأفضل ما لديه، كبح جماح أذاه وشهواته عن الآخرين، وكف بلاه عنهم كما يقال.
لو افترضنا أن شخصا ما أراد الذهاب إلى مدينة أخرى غير المدينة التي يسكن فيها، ولم تتوفر له وسيلة نقل غير السيارة، فإذا لم يعرف هذا الشخص التعامل مع السيارة ومع نظامها في القيادة فإنه لن يستطيع الذهاب إلى المدينة الأخرى، أما إن تعلم قيادتها، وتمرس عليها فإنه سيصل وربما أيضا بوقت قليل، وهذا تماما ما ينطبق على الإنسان، وعلى ذاته، وعلى الهدف الذي يسعى إلى الوصول إليه.
يعاني بعض الأشخاص من عدم قدرتهم على فهم ذواتهم، والتحكم بها، مما يجعلهم يواجهون صعوبات كبيرة جدا في حياتهم على كافة المستويات والصعد، وفيما يلي بعض النصائح التي تساعد بشكل أو بآخر على أن يفهم كل إنسان ذاته، وأن يتحكم بها سعيا للنجاح المنشود.
نصائح لفهم الذات
- يجب حتى يفهم الإنسان ذاته أن يكون حرا طليقا من القيود المختلفة التي تولد مع الإنسان، فإذا استمرت هذه القيود سيطرت عليه وجعلته مكبلا، والأسوأ أن يظن الإنسان أنه مختلف ومتحرر من القيود وأنه صانع ذاته ومدرك لها في حين لو دقق أكثر في نفسه لوجدها نفسا آلية لا تختلف عن الآخرين، ولا تخرج عما فرض عليها قيد أنملة.
- البدء أولا بفهم حقيقة المشاعر التي تختلج في الصدر، وهذا الفهم العميق لهذه الأحاسيس والمشاعر المختلفة والمركبة في الكثير من الأحيان يحتاج إلى صبر، وصراحة مع النفس لا نظير لها، عندها فقط ستضح الصورة وسيعرف كل إنسان نفسه بشكل أفضل.
- ينصح بعض المثقفين بالإكثار من القراءة في سبيل فهم الذات، فالكتاب الواحد هو عبارة عن تجربة حياتية عاشها المؤلف، لهذا فإنه من الممكن أن تتقاطع معلومات الكتاب مع شخصية القارئ فيصبح أكثر فهما لنفسه، ولطبيعة التصرفات التي تصدر عنها في الكثير من الأحيان.
- رفع مستوى الثقة بالنفس، وإبعاد الأفكار السلبية والهدامة التي تعمل على هدم شخصية الإنسان وكيانه، فتمسخه وتحوله إلى كائن مهمل لا قيمة له.
- التفكير العميق بالهوايات، بالإضافة إلى ضرورة التخطيط الجيد للحياة من خلال وضع هدف رئيسي وأهداف فرعية، كما ينبغي أن يعرف الإنسان نقاط قوته، ونقاط ضعفه حتى يستطيع أن يطور من نفسه بشكل أكبر.